قوله: »في ظله«. قال ابن حجر: "قال عياض: إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل فهو ملكه، كذا قال، وكان حقه أن يقول: (إضافة تشريف) ليحصل امتياز هذا على غيره كما قيل: (الكعبة بيت الله) مع أن المساجد كلها ملكه، وقيل: المراد بظله كرامته وحمايته كما يقال: (فلان في ظل الملك)، وهو قول عيسى بن دينار، وقواه عياض، وقيل: المراد ظل عرشه، ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه) فذكر الحديث، وإذا كان المراد ظل العرش استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس، فهو أرجح وبه جزم القرطبي، ويؤيده أيضا تقييد ذلك بيوم القيامة، إلى <1/309> أن قال: وبهذا يندفع قول من قال: المراد (ظل طوبى، أو ظل الجنة) لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار في الجنة، ثم إن ذلك مشترك لجميع من يدخلها، والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة، فترجح أن المراد ظل العرش.
روى الترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا "أحب الناس يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل" انتهى.
قوله: »الإمام العادل«، اسم فاعل من العدل، وذكر ابن عبد البر أن بعض الرواة عن مالك رواه بلفظ العدل، قال: وهو أبلغ لأنه جعل المسمى نفسه عدلا، والمراد به صاحب الولاية العظمى، ويلتحق كل من ولي شيئا من أمور المسلمين فعدل فيه، ويؤيده رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمر ورفعه "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا"، وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يضع كل شيء في موضعه بغير إفراط ولا تفريط، وقدمه في الذكر لعموم النفع به، انتهى من ابن حجر.
قوله: »وشاب«، قال ابن حجر: "خص الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى، فإن ملازمة العبادة مع ذلك أشد وأدل على غلبة التقوى".
صفحة ٣٠٢