قوله: »في عبادة الله«، قال ابن حجر: "زاد حماد بن زيد عن عبيد بن عمر "حتى توفي على ذلك" أخرجه الجوزي، وفي حديث سلمان "أفنى شبابه ونشاطه في عبادة الله".
قوله: »متعلق قلبه إلى المسجد« في بعض الروايات عند قومنا "متعلق بالمساجد" والمعنى أنه شديد الحب للمسجد من العلاقة وهي شدة الحب.
قوله: »فتحابا« قال ابن حجر: بتشديد الباء أصله (تحاببا) أي اشتركا في جنس المحبة وأحب كل منهما صاحبه حقيقة لا إظهارا فقط، ووقع في رواية حماد بن زيد "ورجلان قال كل منهما للآخر: إني أحبك في الله فصدر على ذلك" ونحوه في حديث سلمان، انتهى.
قوله: »اجتمعا وتفرقا على ذلك«، قال ابن حجر: "أي على الحب المذكور، والمراد أنهما داما على المحبة الدينية ولم يقطعاها بعارض دنيوي سواء اجتمعا حقيقة أم لا، <1/310> حتى فرق بينهما الموت، إلى أن قال: تنبيه: عدت هذه الخصلة واحدة مع أن متعاطيها اثنان لأن المحبة لا تتم إلا باثنين، إلخ.
قوله: »ذكر الله«، قال ابن حجر: "أي بقلبه من التذكر أو بلسانه من الذكر".
قوله: »خاليا«، قال ابن حجر: "أي من الخلق، لأنه حينئذ يكون أبعد من الرياء، أو المراد خاليا من الالتفات إلى غير الله ولو كان في ملإ ، ويؤيده رواية البيهقي (ذكر الله بين يديه) ويؤيده الأول رواية ابن المبارك وحماد بن زيد (ذكر الله في خلاء) أي في موضع خال وهي أصح، انتهى.
قوله: "ففاضت عيناه بالدمع«، قال ابن حجر: "أي فاضت الدموع من عينيه، وأسند الفيض إلى العين مبالغة كأنها هي التي فاضت، قال القرطبي: وفيض العين بحسب حال الذاكر، وبحسب ما تنكشف له، ففي حال أوصاف الجلال يكون البكاء من خشية الله، وفي حال أوصاف الجمال يكون البكاء من الشوق إليه إلخ، أقول: لكن رواية المصنف رحمه الله لا تناسب البكاء من الشوق إليه حيث قيدها بقوله: (من خشية الله) وهي رواية لبعض قومنا أيضا.
صفحة ٣٠٣