213

============================================================

وحذف نون مضارعها المجزوم وضلا؛ إن لم يلقها ساكن ولا ضمير نضب متصل.

ش تختص (كان) بأمور؛ منها: مجيئها زائدة، وقد تقدم، ومنها: جواز حذف آخرها؛ وذلك بخمسة شروط، وهي: أن تكون بلفظ المضارع، وأن تكون مجزومة، وأن لا تكون موقوفا عليها، ولا متصلة بضمير نصب، ولا بساكن؛ وذلك كقوله تعالى: {ولم اك بغيا (مريم: 0)، أصله (أكون)، فحذفت الضمة للجازم، والواو للساكنين، والنون للتخفيف، وهذا الحذف جائز، والأولان واجبان.

كان، وإن كانت غير عاملة فيه على حد: ألا يجاورنا إلاك ديار. وسيبويه والخليل أطلقا الزيادة هنا أيضا. فقيل: أراد ما هو المشهور من معناها. وقيل: أرادا بها أنه لو لم تدخل هذه الجملة بين جيران وكرام لفهم أن هؤلاء القوم كانوا جيرانه فيما مضى وأنه فارقهم، لكنه أتى بها لتوكيد ما فهم، ويدل على أنه يصف حالا ماضية قوله قبل هذا: هل أنتم عايجون بنا لعتا نرى العرصات أو أثر الخيام وتمام البحث في المغني وحواشيه (قوله ومنها جواز حذف إلخ) قيل: هو في الحقيقة آخر مضارعها، وهذا الحذف شاذ في القياس لكن سوغه كثرة الاستعمال وشبه النون بحرف العلة، وليس بمختص بمضارع كان الناقصة بل التامة أيضا كذلك لكن بقلة كقوله تعالى: وإن تك حسنة (التساء: 40) بالرفع في قراءة نافع وابن كثير وأبي جعفر (قوله وأن تكون مجزومة) أي: بالسكون فلا حذف من نحو: من تكوث له علقبة الدار) [الانعام: 135] وتكون لكما الكبرياء وتكونوا من بعده؛ لأن الأول: مرفوع، والثاني: منصوب، والثالث: مجزوم بحذف النون، ولا من نحو: النسوة لم تكن قائمات، إذهو مبني فليس بمجزوم أيضا، وإن دخل عليه الجازم قاله اللقاني. وإنما اشترط كونه مجزوما؛ لأن الجزم إنما يكون بالحذف والحذف يونس الحذف. ولأن النون في غير المجزوم متحركة فهي متعاصية؛ ولأنها ليست بآخر في نحو: تكونوا؛ لأن ضمير الفاعل المتصل كالجزء (قوله ولا متصلة بضمير نصب ولا بسا كن) خالف في هذين يونس قاله القاضي زكريا والمشهور أنه خالف في الأخير (قوله والأولان) أي: 268

صفحة ٢٦٨