وقد قال القاسم بن إبراهيم عليهما السلام في رده على ابن المقفع: وقد ترى الأبصار إن أشرقت الأنوار فحينئذ ترى الأشياء، وترى الظلمة والضياء وهو سواد وبياض، والشعاع جسم يرى بالأعيان.
وقد قال القاسم بن إبراهيم عليهما السلام: والحجة عليهم في أن الريح شيء غير المشموم أنا نشاهد الأترنجة في حال غضاضتها لها ريح ثم تطيب فيبطل ذلك الريح، ويحدث لها ريح غيره، وعينها قائمة، فصح أن الذي بطل وأن الذي حدث عرض في الأترنجة غيرها.
والحجة [عليهم] من كتاب الله قوله عز من قائل فيما حكى عن يعقوب عليه السلام: {إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون}[يوسف:94]، وفي هذا بيان وكفاية. وهو مدرك بحاسة الأنف، والهواء هو الذي يحمله إلى الأنف، كما يحمل الكلام إلى الأذن.
وأما ما كان يتجزأ ويقوم بنفسه كالدخان والبخار وشبهه، فهو جسم وله رائحة. ولم تختلف الأمة في أن الريح يدرك بحاسة الأنف، بل هم مجمعون على ذلك.
صفحة ١٢٨