وقال السيد أبو طالب عليه السلام ردا على من اعتقد الرؤية فقال: لأن الرائي بالبصر إنما يرى الشيء إذا كان مقابلا له، أو في حكم المقابل، كما يرى وجهه في المرآة، أو كان حالا فيما قابله، كما يرى السواد في الجسم الأسود إذا كان الجسم مقابلا له.
وقال في شرح كتاب البالغ المدرك في الأعراض: (إنها تختلف في أنفسها، وتدرك في أينيتها خلافا لبعض أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم من العوام، وقد بينا فيما خالفوا. فصح أن جميع الألوان مرئية بالأعيان؛ وكذلك النور والظلمة القياس واحد فهو سواد وبياض. (والشعاع جسم لطيف يرى بالأعيان).
وأيضا فإنه روي عن ابن عباس أن عبد المطلب بن هاشم مر بولده عبد الله على يهودية يقال لها: فاطمة بنت مرة الخثعمية، وأن نور النبوءة في وجهه... الخبر، فدل على أن النور يرى. وروي عن النبيء صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور)) وهذا معروف عند الناس، يقول القائل: رأيت ضياء القمر، ورأيت ظلمة الليل؛ قال الشاعر:
أيها العبد كن لما لست ترجو
من نجاح أرجى لما أنت راج
إن موسى مضى ليقبس نارا
من ضياء رآه والليل داج
يقول: إنه لما رأى الضياء حسبه ضياء نار، فمضى ليقتبس من النار.
صفحة ١٢٧