والحجة من كتاب الله على صحة ما ذهبنا إليه قول الله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}[البقرة:67-69]، فعرفهم الله بذاتها، وبجميع صفاتها، فكان مما وصفها به اللون، فصح أنه شيء وأنه مرئي، إذ لو لم يروا لونها لما زالت عنهم الشبهة، ولبقيت الجهالة، ولو لم تكن الصفرة مرئية لما فرقوا بين الصفرة وغيرها من الألوان، فلما وصفها الله بالصفرة، وبالغ في صفتها بالفقاعة -فلم يكونوا يبلغون إلى معرفة هذه الصفة إلا بالنظر- صح أنها مرئية.
صفحة ١٢٢