ويكفي من هذا الاحتجاج أن الأعمى لو لمس البقرة لما عرف لونها، فسقط قولهم: (إن اللون يعلم ولا يرى). وأيضا فإن الله أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون وملائه بمعجزتين إحداهما جسم، والأخرى عرض، فقال تعالى فيما حكى عنه: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ، ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}[الأعراف:107،108]، فالجسم الثعبان، والعرض بياض اليد، فبين أنه مرئي بقوله: {فإذا هي بيضاء للناظرين}، فمن قال: (إن اللون لا يرى بالأعيان) فقد أكذب القرآن، وكفر ببعض آيات الله، ومن كفر ببعضها فقد كفر بكلها، وقد قال تعالى في آية أخرى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ، أولئك هم الكافرون حقا}[النساء:151،152]، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((فاتقوا النار، واتقوا النساء ، واتقوا الغضب، فإنه جمرة يتوقد في قلب ابن آدم، ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه)) فصح أن الحمرة ترى، وإجماع الأمة أيضا (يحجهم)، فإن الأمة أجمعت على رؤية الألوان.
صفحة ١٢٣