عدي السنين إذا ارتحلت لرجعتي ... ودعي الشهور فإنهن قصار
فإنشدته:
أذكر صبابتنا غليك وشوقنا ... وأرحم بناتك إنهن صغار
فحط رحله ولم يخرج.
قالوا: وقد يكون الأكد مع الكد، والغيبة مع الغيبة كما يقيل:
وما زلت أقطع عرض البلاد ... من المشرقين إلى المغربين
وأدرع بالخوف تحت الدجا ... واستصحب الجدي والفرقدين
وأطوي وأنشر ثوب العلا ... إلى أن رجعت بخفي حنين
وقال امرؤ القيس:
لقد طوفت في الآفاق حتى ... قنعت من الغنيمة بالإياب
وقال آخر:
ألا رب باغي حاجة لا ينالها ... وآخر قد تقضي له وهو جالس
وهذا ونحوه قليل من كثير، وإنما الحكم للأغلب. والنجاح مع المطلوب أكثر، والحرمان للعاجز أصحب.
فصل
* في حكمه:
صفحة ٢٧