97

الغنية في أصول الدين

محقق

عماد الدين أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1406هـ - 1987م

مكان النشر

لبنان

وأما الدليل على أن الرؤية ليس من شرطها المقابلة أن الباري تعالى يرى المخلوقات والمقابلة لا تجوز في حقه بحال

وأيضا فإن الإنسان إذا نظر في المرآة أو جسم صقيل يرى نفسه ولا يجوز أن يكون الإنسان في مقابلة نفسه وإذا نظر فيما تحت سقف يرى السقف والسقف ليس من مقابلة محل الرؤية

والدليل عليه أنا نرى إذا نظرنا أجساما كثيرة وما يقابل حاسة العين شيء قليل فالمرئي أضعافه فنعلم أن الرؤية ليس من شرطها المقابلة وإذا ثبتت هذه المقدمات ثبت جواز الرؤية

ومن الدليل على جواز الرؤية أن المصحح للرؤية الوجود والباري تعالى موجود

والدليل على أن المصحح للرؤية الوجود أنا نرى المختلفات والمتضادات مثل السواد والبياض ولو لم يكن المصحح للرؤية الوجود لما صح رؤية المتضادات لأن الموجودات ما اشتركت إلا في الوجود

فإن قيل لو كان المصحح للرؤية الوجود حتى نرى جميع الموجودات لكان المصحح للسمع والشم والذوق الوجود حتى نسمع جميع الموجودات ونشم جميع الموجودات ونذوق جميعها وقد علمنا استحالة ذلك لاستحالة القول بأن الباري تعالى مسموع أو مشموم أو مذوق

صفحة ١٤٤