56

الغنية في أصول الدين

محقق

عماد الدين أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1406هـ - 1987م

مكان النشر

لبنان

وأما الأصل الثاني فعندنا المتكلم من قام بذاته الكلام كالعالم من قام به العلم وعندهم المتكلم من يفعل الكلام وليس من الشرط قيامه بالمتكلم كما لا يشترط قيام الفعل بالفاعل

والمسألة في الحقيقة تبينا على اصل وهو أن عندنا لا فاعل في الحقيقة إلا الله سبحانه وإذا ثبت ذلك فالله تعالى فاعل كلامنا وليس متكلما به فبطل أن يكون المتكلم من يفعل الكلام

والدليل على بطلان كلامهم أنه لو كان المتكلم من يفعل الكلام لكان المصوت من يفعل الصوت ويلزم أن يكون الباري عز وجل مصوتا من حيث أنه خلق الأصوات

والدليل عليه أن من سمع كلامنا من آخر علم كونه متكلما من غير أن يخطر بباله كونه فاعلا لكلامه ولو كان الكلام بمعنى الفعل لكان لا يعلمه متكلما من لا يعلمه فاعلا

والذي يدل على فساد قولهم أن الكلام عندهم حروف منتظمة وأصوات متقطعة فإذا قال الواحد منا زرت الكعبة مختارا فهو المتكلم به عندهم

صفحة ١٠٣