وقد حان أن نشرع بالمقصود، والذب عن شريعة صاحب المقام المحمود، والحوض المورود. اللهم اجعلني أصول بك عند الضرورة، وأسألك عند الحاجة، وأتضرع إليك عند المسكنة، ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت، ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلى من هو دونك إذا رهبت، فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي من التمنّي والتطني والحسد ذكرًا لعظمتك، وتفكّرًا في قدرتك، وتدبيرًا على عدوك، وما أجري على لساني من لفظة فحش، أو انتهاك عرض، أو شهادة باطل، أو اغتياب مؤمن غائب، أو سب حاضر، وما أشبه ذلك؛ نطقًا بالحمد لك، واعترافًا في الثناء عليك، وذهابًا في تمجيدك، وشكرًا لنعمتك، واعترافًا بإحسانك، وإحصاءً لمننك، إنك مجيب الدعاء.
ولا بد قبل الخوض في إبطال الباطل، ورد الكلام العاطل، من معرفة أمور تزيد من علمها بصيرة في التمييز بين الخطأ والصواب، وتعين على الوقوف على الحق من طرق هذا الباب، ومن الله نستمد التوفيق، وبيده أزمة التدقيق والتحقيق.
(الأمور التي يجب التنبيه عليها، والإشارة بيسير العبارة إليها) الأمر الأول: إن الكتب المصنفة في حقائق الدين وما جاء به الرسول ﷺ لا تحصى كثرة في كل عصر من الأعصار، ولاسيما في هذه الأزمان الأخيرة، فقد انتشرت الكتب الإسلامية -بواسطة صناعة الطبع -انتشارًا لم يُعْهَدُ مثله في الأعصر الخالية، ومع ذلك لم تؤثر في القلوب القاسية شيئًا. فإن أمثال النبهاني١ المعرضين عن الحق المتبعين لأهوائهم، كثيرون في الأقطار والبلاد، ودلائل الحق واضحة جلية، ولم يلتفتوا إليها، ولا عرجوا عليها، وهذا وإن اغترَّ به العوام، والجهلة الطغام، فهو لا يضر الحق ولا يمس شرف _________ ١ تقدمت ترجمته في مقدّمة الكتاب.
(الأمور التي يجب التنبيه عليها، والإشارة بيسير العبارة إليها) الأمر الأول: إن الكتب المصنفة في حقائق الدين وما جاء به الرسول ﷺ لا تحصى كثرة في كل عصر من الأعصار، ولاسيما في هذه الأزمان الأخيرة، فقد انتشرت الكتب الإسلامية -بواسطة صناعة الطبع -انتشارًا لم يُعْهَدُ مثله في الأعصر الخالية، ومع ذلك لم تؤثر في القلوب القاسية شيئًا. فإن أمثال النبهاني١ المعرضين عن الحق المتبعين لأهوائهم، كثيرون في الأقطار والبلاد، ودلائل الحق واضحة جلية، ولم يلتفتوا إليها، ولا عرجوا عليها، وهذا وإن اغترَّ به العوام، والجهلة الطغام، فهو لا يضر الحق ولا يمس شرف _________ ١ تقدمت ترجمته في مقدّمة الكتاب.
1 / 28