يزال في حجاب لا يرفع مع علمه بأنه متميز عن موجده بافتقاره . ولكن لا حظ له في الوجوب (1) الذاتي الذي لوجود الحق ؛ فلا (2) يدركه أبدا. فلا يزال الحق من هذه الحقيقة غير معلوم علم ذوق وشهود ، لأنه لا قدم للحادث في ذلك . فما جمع الله لآدم بين يديه إلا تشريفا . ولهذا قال لإبليس : "ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ؟ا وما هو إلا عين جمعه بين الصورتين: صورة العالم وصورة الحق ، وهما يدا الحق . وإبليس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعية . ولهذا كان آدم خليفة فإن (3) لم يكن ظامرا بصورة من استخلف (7 - 1) فيما استخلفه (4) فيه فما (5) هو خليفة ؛ وإن لم يكن فيه جميع ما تطلبه الرعايا التي استخلف عليها - لأن استنادها إليه فلا بد أن يقوم بجميع الما تحتاج إليه - وإلا فليس بخليفة عليهم . فما صحت الخلافة إلا للانسان الكامل فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصوره (6) وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى ، ولذلك قال فيه "كنت سمعه وبصره " ما قال كنت عينه وأذنه. : ففرق بين الصورتين . وهكذا هو(7) في كل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقيقة ذلك الموجود . ولكن ليس لأحد مجموع ما (8) للخليفة ؛ فما فاز إلا بالمجموع.
ولولا (9) سريان الحق في الموجودات بالصورة ما كان للعالم وجود ، كما أنه لولا تلك الحقائق المعقولة الكلية ما ظهر حكم في الموجودات العينية . ومن هذه الحقيقة كان الافتقار من العالم إلى الحق في وجوده:
صفحة ٥٥