فالكل مفتقر ما الكل مستغن
هذا هو الحق قد قلناه لا نكني
فان ذكرت غنيا لا افتقار به
فقد علمت الذي بقولنا نعني
فالكل بالكل مربوط فليس له
عنها انفصال خذوا ما قلته عني فقد علمت حكمة نشأة آدم أعني صورته الظاهرة، وقد (1) علمت (7-ب) نشأة روح آدم أعني صورته الباطنة ، فهو الحق الخلق (2) . وقد علمت نشأة رتبته وهي المجموع الذي به استحق الخلافة . فآدم هو النفس الواحدة التي خلق منها هذا النوع الإنساني ، وهو قوله تعالى : "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء . فقوله اتقوا ربكم اجعلوا ما ظهر (3) منكم وقاية لربكم واجعلوا ما بطن منكم ، وهو ربكم ، وقاية لكم : فإن الأمر ذم وحمد : فكونوا وقايته في الذم واجعلوه وقايتكم في الحمد تكونوا أدباء عالمين.
ثم إنه سبحانه وتعالى أطلعه، على ما أودع فيه وجعل ذلك في قبضتيه: القبضة. الواحدة فيها العالم ، والقبضة(4) الأخرى فيها (5) آدم وبنوه . وبين مراتبهم فيه قال رضي الله عنه : ولما أطلعني الله سبحانه وتعالى (8-1) في سري على ما أودع في هذا الإمام الوالد الأكبر ، جعلت في هذا الكتاب منه ما حد لي لا ما وقفت عليه ، فإن ذلك لا يسعه كتاب ولا العالم الموجود الآن . فمما شهدته مما نودعه في هذا الكتاب كما حده (6) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صفحة ٥٧