============================================================
وقد نشأت فى هذا العصر فكرة نظمم المسائل اللغوية والتحوية، ومن ذلك أرجوزة العلامة ابن المناصف، للمسماة بالتذهبية، فى الحلى والشيات. وقد نظمها بمرا كش فى جمادى الأولى سنة (620) . ثم نظوم صا حبنا ابن معطى فى اللغة والنحو والعروض والقراءات.
وفى المشرق قبيل أن يرحل إليه ابن معطى ، توالت على الأمة الإسلامية أحداث وأحداث، وعاشت الأمة الإسلامية أعظم الانتصارات مع صلاح الدين الأيوبى بأمجاده وبطولاته ، وسحقه للصليبيين الغزاة . وقد عاش ابن مععطى العصر الأيوبى الذى غير وجه الحياة فى العالم الإسلامى، حين قضى على الدولة الفاطمية ، وسحق الصليبيين المتجبرين، ومكن لنشاط فكرى ظهرت آثاره الطيبة فى هذه المكتبة القيمة التى تركها هذا التفر الكريم، ( من علماء ذلك العصر فى كل فن(9) .
وفى هذه الحقبة من الزمان كانت مصر والشام مثابة للعلماء وأمنا متهوى إليهما الأفئدة من كل رجا وناحية ، حيث سلاطين بنى أيوب يكرمون العلم والعلماء، فلا عجب أن يرحل كثير من علماء المغرب إلى دمشق ومصر، وكان ابن معطى واحدا من هؤلاء العلماء الذين وفدوا على دمشق ثم استقروا بمصر.
وقد بهر الملك الكامل بعلمه وحفظه ، فسكان له فى ذراه أكرم منزل وأرحب دار. والملك الكامل من أكثر سلاطين الأ يوبيين حبا فى العلم وتكريما للعلماء، وقد ذكر المؤرخون له أشياء كثيرة من هذا وذاك(2) .
(1) تفصيل ذلك كله فى كتاب الحركة الفكرية فى مصر فى العصرين الأيوبى والماوكى الأول - للدكتور عبد اللطيف حمزة . وكتاب الحياة العقلية فى عصر الحروب الصليبية بمصر والشام - للدكتور أحمد أحمد بدوى: (2) بالإضافة إلى ماسبق ينظر كتاب الحركة الفكرية ص 151، 152.
(2 - الفصول الخمون)
صفحة ١٧