فأفسدها، و (علة) (1) ذلك أنه من رياح عواصف اختلفت في هبوبها وصكت البحر بقربها، وسأذكر (أمثال) ذلك في دلائل الهواء و علاماته في بابه ان شاء الله تعالى.
فاما الألوان التي تحدث في الهواء فعلته انه إذا اجتمع جزء من الهواء وتكاثف بالبرد ثم أشرق عليه بعض الكواكب فانصبغ ذلك الجزء من الهواء وانعطف منه الضوء إلى ما يليه من الهواء كالخمر إذا صعدت عليه الشمس سطع لونها فيه وكذلك الماء أيضا، وانعطف منه ألوان مختلفة إلى ما يقرب منه من الجدار وسائر الأجسام، و هذه علة كون قوس قزح أيضا، فاما المجرة فإنها كما ذكر الفيلسوف، كواكب كثيرة صغار في ذلك الموضع متقاربة يسطع ضوءها على ما يليها فيصير كخيط ابيض مستطيل وهذا ما أردنا بيانه، والله اعلم، الباب الثاني عشر في كون الحيوانات البريات منها والبحريات والهوائيات و كون أعضائها، الحيوان ثلاثة أجناس ارضي ومائي وهوائي، والطبائع التي يكون منها الحيوان والنبات ثلاثة أقسام، لان فيها اجزاء فاضلة واجزاء خسيسة واجزاء متوسطة (بين ذلك) وصار في الطبيعتين الخفيفتين أعني النار والهواء اجزاء على غاية الخفة واجزاء متوسطة لها واجزاء دون ذلك في الخفة، وكذلك في الطبيعتين الثقيلتين أعني الماء والأرض اجزاء على غاية الخفة واجزاء متوسطة واجزاء ثقيلة على غاية الثقل، وانما تحدث الأشياء كلها من امتزاج تلك الاجزاء بعضها ببعض واختلاط الخفيف منها بالثقيل واللطيف بالكثيف والحار بالبارد فإذا اختلطت اجزاء الطبيعتين الخفيفتين (والثقيلتين)
صفحة ٢٧