كان على الباب من النحاس وغير ذلك لأنها لم تنفذ فيه، ويقال انها تسرع إلى الشئ الأسود فتحرقه ولا تسرع إلى البياض، ولا يثبت فيه الاحراق، وقد تحرق البلورة الحراقة إذا وضعت في عين الشمس، وتعمل (منه) اناء فتحرق من بعيد بما تقبل من حرارة الشمس (وقد رأيت فنجانة معمولة من السنبذ لساعات هي مثل طنجر أقمناها بحذاء عين الشمس حتى قبلت من حرارتها وانعطف ذلك منها إلى قلنسوة سوداء كنا أقمناها بحذاء الفنجانة على قدر ستة ذراع أو سبعة منها فلم تلبث الا قليلا حتى تلهبت فيها النار فافهم).
الباب الحادي عشر في الشهب والألوان التي تحدث في الهواء، انه ترتفع من الأرض ألوان من البخارات كما بينا، فما كان منه حارا يابسا صعد صعودا كثيرا، فإذا كثر وقوي فربما التهب في الهواء بالطول فيكون منه الشهب وان كان له طول وعرض فيكون منه نار مثل العمود فترى كذلك، فان اندفعت الحرارة إلي الهواء هربا من البرد ظهر منه نار كالنار الذي يرتفع من نضاجات النفاطين أعني الأسهم التي تسمى الزراقات، فاما الكواكب ذو الذوائب " فإنها تكون من هواء " (1) ملتهب يقوم بإزاء بعض الكواكب أياما حتى ترى أنه متصل بذلك الكوكب وليس متصلا به لبعد ما بين الكواكب والهواء، ولذلك صارت ذوات الذوائب تدل على يبس السنة وكثرة رياحها، والله اعلم، وذكر ارسطاطاليس انه كان في قديم الدهور كوكب ذو ذائبة في زمان بارد في بلدان الرومانية وكان بعده رجفة هائلة وفاض البحر على سواحل ومدن كثيرة
صفحة ٢٦