وأعسرها انفعالا ما كان يابسا لان الشئ الرطب متهئ للاجتماع والانبساط مثل زرع الحيوان والفضة والشمعة، واليابس ممتنع من ذلك مثل الحجر والأجر " وغير ذلك " الباب التاسع في كون الأشياء من الطبائع وفعل الفلك والنيرات فيها اني لما رأيت كل متنفس لا بقاء له الا بالهواء والماء، و رأيت هذين لا يثبتان على حالة واحدة لكنهما يتغيران باختلاف الأزمنة والرياح فيصيران مرة حارين ومرة باردين ومرة رطبين ومرة يابسين ومرة صافيين ومرة كدرين وعلى قدر تغيرهما يحدث تغير الأبدان من حر إلى برد ومن صلابة إلى استرخاء و من صحة إلى سقم و (لما) رأيت الأزمنة أيضا انما هي عدد حركات الفلك والشمس ذكرت لذلك في أول كتابي هذا وفي آخره من آثار الفلك والنيرات ما فيه قوة للمتعلم وتذكية لفهمه، وليس مذهب الفلاسفة فيما نسبوا إلى الكواكب من الفعل مذهب التعطيل، بل قولهم في ذلك شبيه بقولهم في الطبائع الأربع وكون " هذه الأشياء الأرضية " (1) منها، وليس قول القائل ان الحيوان لا يبقى الا بالمطعم والمشرب مما يبطل قدرة الله وتدبيره وانما دعاهم إلى ما قالوا في الطبائع والنيرات انهم لم يروا ولدا يكون الا من زرع ولا يروا زرعا يكون الا لمن يأكل ويشرب ولا ما كلا يتم الا بالمياه و الأمطار ولا مطرا يكون الا من السحاب والغيم ولا سحابا الا من بخارات ترفعها حرارة الشمس إلى الهواء وبعد ان تهب عليها الرياح ولا رياحا تتحول وتهب الا بحركة السماوات على ما انا
صفحة ١٩