لأنه قد دخل في الداخل عليه فصار داخلا ومدخولا وفاعلا و مفعولا في حال ووقت واحد وهذا من المحال، الباب الثامن في الفعل والانفعال ان من الأشياء ما له قوة ظاهرة بالفعل مثل الحرارة التي هي قوة ظاهرة في النار والكتابة قوة ظاهرة للكاتب، ومن الأشياء ما له قوة بالامكان كالماء الذي في قوته، وامكانه ان يستحيل إلى النار والطفل الذي في قوته ان يصير كاتبا وطبيبا، وهذا يكون على ثلاثة وجوه، منها فاضل ووسط وخسيس، فالفاضل من هذه القوى هو الذي يقال إنه في الشئ بالفعل الظاهر مثل الحرارة في النار، والخسيس من القوى هو الذي يقال إنه في الشئ بالقوة مثل اليبس في النار فإنها قوة خفية فإذا التقت قوتان من قوى الطبائع أحدهما فاضلة في فعلها والأخرى فاضلة في قوتها كان من بينهما فعل وانفعال سهل، وحدث من ذلك كون قوي خفيف، وإذا التقت قوتان أحدهما خسيسة في فعلها والأخرى خسيسة في قوتها كان من بينهما فعل وانفعال عسر، وحدث من ذلك كون ضعيف بطئ، وإذا التقت قوتان متوسطتان بالفعل والقوة كان من بينهما فعل وانفعال وكون وسط " ضعيف " ومثل الفعل والانفعال مثل رجل وطي ترابا فالوطي هو فعل الرجل فاما اثره الباقي في التراب فإنه انفعال من التراب، ولا يكون الفعل والانفعال الصحيح الا إذا لامس الفاعل منهما المفعول، وذلك على وجهين اما ان يلامسه من غير واسطة بينهما كالنار التي تلامس الحطب وتغيره، واما ان تلامسه بواسطة وحاجر كالنار التي لا تلامس الماء الا وبينها وبينه قدر أو قمقم، وأسهل الأشياء انفعالا ما كان رطبا معتدلا
صفحة ١٨