الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد بالقصب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
تصانيف
وعنه ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «رَغِم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رَجُلٍ أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة»، قال بعض رواة الحديث: وأظنه قال: «أو أحدهما» (١).
١٧ - إدراك شهر رمضان ترفع به الدرجات؛ لحديث طلحة بن عبيد الله ﵁: أن رجلين من بليٍّ قدما على رسول الله ﷺ وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم تُوفِّي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فَأَذِنَ للذي توفي الآخِرَ منهما، ثم خرج فَأَذِنَ للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعدُ. فأصبح طلحة يُحدِّثُ به الناس، فعجبوا من ذلك، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ وحدَّثوه الحديث، فقال: «من أي ذلك تعجبون»؟ فقالوا: يا رسول الله هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهادًا ثم استشهد، ودخل الآخِرُ الجنة قبله، فقال رسول الله ﷺ: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟»، قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟»، قالوا: بلى، قال رسول الله ﷺ: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض» (٢).
_________
(١) الترمذي، كتاب الدعوات، باب رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ علي، برقم ٣٥٤٥، وقال الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ٤٥٧: «حسن صحيح».
(٢) ابن ماجه، كتاب تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، برقم ٣٩٢٥، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، ٣/ ٢٨٤.
1 / 37