الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد بالقصب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
تصانيف
١٨ - عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي ﷺ -؛ لحديث ابن عباس ﵄، أن رسول الله ﷺ قال لامرأة من الأنصار يقال لها أمّ سنان: «ما منعك أن تكوني حججتي معنا؟»، قالت: ناضحان (١) كانا لأبي فلان - زوجها- حج هو وابنه على أحدِهما، وكان الآخر يسقي عليه غلامنا [أرضًا لنا]، قال: «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة»، أو «حجة معي»، وفي لفظ لمسلم: «فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرةً فيه تعدل حجة»، وفي لفظ للبخاري: «فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرة في رمضان حجةٌ»، أو نحوًا مما قال (٢)، والحاصل أنّ النبي ﷺ أعلم أمّ سنان أن العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض؛ للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض، وهذا الحديث فضل من الله ونعمة على عبده المؤمن، وفيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت، كما يزيد بحضور القلب، وبخلوص القصد (٣)، والصواب أن فضل العمرة في رمضان يعدل حجة، أو حجة مع النبي ﷺ عام لجميع المسلمين، ولا يختص بأمِّ سنان
_________
(١) ناضحان: الناضح البعير، أو الثور، أو الحمار الذي يستسقى عليه، لكن المراد به هنا البعير؛ لتصريحه في رواية أبي داود بكونه جملًا. [فتح الباري لابن حجر ٣/ ٦٠٤].
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب العمرة، باب عمرة في رمضان، برقم ١٧٨٢،وكتاب جزاء الصيد، باب حج النساء، برقم ١٨٦٣،ومسلم، كتاب الحج، باب فضل العمرة في رمضان، برقم ١٢٥٦.
(٣) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٣/ ٦٠٤.
1 / 38