============================================================
بنيانه من أصله، وألحقوا كل شكل بشكله، وردوا كل شيء إلى أهله، وقولوا: {جزاؤه من ؤجد في رحله} (1) وإن انتصر له حبيب أو خليل فقولوا له: أنت عن هذا بمعزك، وإن كنت عندنا في أشرف محل وأعلى منزل. وما أظن الحامل له على كلمة أمضاها، إلآحاجة في نفس يعقوب قضاها} (2)، وإن غره قوم جاؤوا إليه، وحسنوا له الإصرار على ما هو عليه، وزعموا أنهم ينصرونه بألسنتهم السفيهه، ويذبون عنه بافتراء [ما] (3، 41(ح) يقال هي بأفعال بني إسرائيل شبيهه، فوالله ما يزداد هو ومن أغراه إلا نزولا، وسيرون عجائب قدرة الله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا. وإن أراد أن يتعاظم بذكر مقام يذكر أنه راه، ليعزز بذلك علاه، فوالله إن الرزق ليأتي بدون ذلك ، ويصل بدون (171) ارتكاب هذه المهالك . ثم إنا لا نقبل الخبر إلا ممن عرفنا صدق لسانه، واستقامة 3 لاشانه. وأما من جربنا عليه الكذب، والقول المضطرب، والخروج عن أسلوب الصادقين، إلى أسلوب المدعين الدعاوى الكاذبة والسارقين، فإنه عندنا محكوم له الوا بالجرح، وأقواله ملغاة في حد الطرح، جتى إنه ليصدق فما يصدق، وينظر فما يحدق.
وكيف أصدق من جربت عليه الكذب يقينا، وكيف أقبل من افترى بهتانا وإثما مبينا. ولا يستكثر الكذب عليه فإنه رجل قاص، وما زالت الأثمة قديما وحديثا يحذرون من اكاذيب القصاص، وينبهون عليها كل عام وخاص. وإن قال قائل أنه: (يتحاسن بحلاس) (4) الصالحين، فقل كما قال بعض الظرفاء: إنا لا نحب الصالحين المالحين.
وإن قال اخر إنه صوفي وله في الطريق إسناد، فقل كما قال بعض صوفية بغداد، الصوفية ين قسمان: منهم من يسأل الخلق، ومنهم من يرد الحدق. فإن كان صادقا في أنه لم يستمد وده من كتبنا فليوقن بالبشارة، وأنه يظفر بحسن الشارة. وإن كان من كتبنا مستمدا، وطالما بالإصرار تعدى، ومتجنيا بالباطل، وملتحيا وهو في الحقيقة عاطل، فيكفينا فيه قول الله الذي لا تخفى عليه خافية. ولا يبقى من سطواته القارعة واقية. ولقد عرضنا على هذا السارق أن يرجع إلى أداء الأمانة فأبى، والقينا إليه من كل قول رغبا ورهبا، حتى اجتمع به رجل صدقي من أهل القرب، ووقف على بعض ما سرقه من كتبنا من هذا الضرب.
(1) الآية الكريمة رقم 75ك سورة يوصف رقم 12، وتمام الاية: نهو جزاوه4 (2) الاية الكريمة رقم 68ك سورة يوسف رقم 12.
(3) ما بين عضادتين من اجتهادنا لوقوع طمس في الموضع.
(4) كذا في الأصل ولم نوفق لفهمها.
صفحة ٥٠