شرح الدعاء من الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ومعنى ألظوا: الزموه، واثبتوا عليه، وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم (١).
أو يتوسل باسم دالٍّ على معانٍ كثيرة: مثل: «الرب» كما في غالبية أدعية القرآن، وكذلك اسم «الصمد»، و«المجيد»، و«العظيم»، وكذلك بالاسم الأعظم المتضمن لكل الأسماء الحسنى والصفات العلا، أو يتوسل بصفة من صفاته كقوله تعالى: ﴿سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (٢)، فقنا: من الوقاية وهي من الصفات الفعلية، وكالتوسل بصفة العلم والقدرة، كما في دعاء النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي» (٣).
وكذلك يستعاذ بصفاته جل وعلا: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي» (٤).
النوع الثاني: «التوسل»: بعمل صالح قام به الداعي نفسه:
«كأن يقول الداعي: اللَّهم بإيماني بك، أو محبتي لك، أو باتباعي لرسولك أن تغفر لي».
ومن ذلك أن يذكر الداعي عملًا صالحًا ذا بال، فيه خوف من
(١) النهاية في غريب الحديث، ص ٨٣٦. (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٩١. (٣) مسند الإمام أحمد، ٣٠/ ٢٦٥، برقم ١٨٣٢٥، سنن النسائي، كتاب السهو، نوع آخر، ٣/ ٥٤، برقم ١٣٠٥، مصنف ابن أبي شيبة، ١٠/ ٢٦٤، المستدرك، ١/ ٥٢٤، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ١٣٠١. (٤) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، ٤/ ٢٠٨٦، برقم ٢٧١٧.
1 / 61