شرح الدعاء من الكتاب والسنة

ماهر بن عبد الحميد بن مقدم ت. غير معلوم
59

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

والتوسل من الوسيلة وهي: القربة والطاعة، وما يتوصّل به إلى الشيء، ويتقرب به إليه (١)، قال الراغب: «الوسيلة: التوصل إلى الشيء برغبة، وهي أخص من الوصيلة لتضمنها لمعنى الرغبة» (٢). قا ل اللَّه تعا لى: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ (٣). ومعنى قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: «أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه» (٤). وأول هذه الأنواع في التوسلات وأعظمها وأفضلها: التوسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (٥). وهو أن يقدم الداعي اسمًا من أسمائه الحسنى ما يناسب المطلوب: كأن يقول: يا رحمن ارحمني، يا غني اغنني، يا غفور اغفر لي، أو أن يتوسل بالأسماء الحسنى المضافة، كأن تقول: ارزقني يا خير الرازقين، ارحمني يا أرحم الراحمين، ومثل ذي الجلال والإكرام، قال النبي ﷺ: «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» (٦).

(١) النهاية في غريب الحديث، ص ٩٧٢. (٢) مفردات ألفاظ القرآن، ص ٨٧١. (٣) سورة المائدة، الآية: ٣٥. (٤) تفسير ابن كثير، ٢/ ٧٦. (٥) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠. (٦) مسند أحمد، برقم ١٧٥٩٦، وسنن الترمذي، برقم ٣٥٢٤، وتقدم تخريجه.

1 / 60