شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

خالد المصلح ت. غير معلوم
89

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

الناشر

دار ابن الجوزي،الدمام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

كالهلال"١، "وقيل: لا تضامون، بالتشديد، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض كما يتضام الناس عند رؤية الشيء الخفي كالهلال"٢، فالمعنى: "لا يلحقكم ضير ولا ضيم"٣، وهذا كله "بيان لرؤيته في غاية التجلي والظهور بحيث لا يلحق الرائي ضير، ولا ضيم كما يلحقه عند رؤية الشيء الخفي، والبعيد، والمحجوب، ونحو ذلك"٤. إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله ﷺ عن ربه بما يخبر به، فإن أهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل. وقد تقدم تفصيل هذا، وبيانه، ولله الحمد. بل هم وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط بين الأمم. وبيان هذا أن "أهل السنة والجماعة في الإسلام كأهل الإسلام في أهل الملل"٥، وسيأتي ذكر نماذج لوسطية أهل السنة في بعض مسائل العقيدة، وليس ذلك خاصًا بهذه الأبواب التي ذكرها المؤلف ﵀، بل هم "كذلك في سائر أبواب السنة هم وسط، لأنهم متمسكون بكتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان"٦، فهم، ولله الحمد "متوسطون في جميع الأمور"٧.

١ مجموع الفتاوى (١٦/٨٥) . ٢ المصدر السابق (١٦/٨٥ – ٨٦) . ٣ بغية المرتاد (ص: ٥٣٠) . ٤ المصدر السابق. ٥ الجواب الصحيح (١/٧١)، وانظر: الصفدية (٢/٣١٠-٣١٢)، منهاج السنة النبوية (٣/٤٦٨-٤٦٩) ٦ مجموع الفتاوى (٣/٣٧٥) . ٧ منهاج السنة النبوية (٥/١٧٢) .

1 / 94