شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
فإنه – سبحانه – قد "سبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، وأحاط بكل شيء ببطونه"١، وقد تقدم الكلام على هذه الصفات.
وفي الحديث الرابع: إثبات قربه – جل وعلا – من عبده إذا دعاه٢.
وقوله ﷺ: " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها، فافعلوا "متفق عليه٣.
في هذا الحديث إثبات رؤية الله – تعالى – يوم القيامة "وقد تواترت فيه الأحاديث عن النبي ﷺ عند علماء الحديث"٤. "وهذا الحديث متفق عليه من طرق كثيرة، وهو مستفيض، بل متواتر عند أهل العلم بالحديث اتفقوا على صحته"٥.
وفي الحديث "شبه رؤيته برؤية أظهر المرئيات، إذا لم يكن ثم حجاب منفصل عن الرائي يحول بينه، وبين المرئي"٦، وذلك لبيان أنه "– سبحانه – يتجلى تجليًا ظاهرًا، فيرونه كما يرون الشمس والقمر"٧.
وأما قوله في الحديث: "لا تضامون "فإنه "يروى بالتخفيف: أي لا يلحقكم ضيم في رؤيته كما يلحق الناس عند رؤية الشيء الحسن
١ مدارج السالكين لابن القيم (٣/١١٣) . ٢ انظر: مجموع الفتاوى (١/٣٦٦) . ٣ رواه البخاري (٥٥٤)، ومسلم (٦٣٣) . ٤ منهاج السنة النبوية (٣/٣٤١) . ٥ المصدر السابق (٢/٣٢٥) . ٦ بيان تلبيس الجهمية (٢/٤١١) . ٧ مجموع الفتاوى (١٦/٨٥) .
1 / 93