شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الأصوات، لقد جاءت المجادلة تشتكي إلى رسول الله ﷺ، وأنا في جانب الحجرة يخفى علي بعض كلامها، فأنزل الله قوله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾ [المجادلة: ١] ١.
النوع الثاني: السمع الخاص، "وهو سمع الإجابة، والقبول"٢.
وهذا النوع متعلق بمشيئة الله – تعالى-، وقدرته٣. وذلك "كقوله: سمع الله لمن حمده، وقول الخليل: ﴿إن ربي لسميع الدعاء﴾ [إبراهيم: ٣٩]، وقوله: ﴿إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ﴾ [سبأ: ٥٠] "٤، "والمراد أنه يستجيب الدعاء"٥.
أما البصر فهو إدراك جميع المبصرات، فالله – جل وعلا – قد أحاط بصره جميع المبصرات لا تخفى عليه خافية، فكل "ما خلقه الرب – تعالى-، فإنه يراه"٦.
ومعنى سمع الله، وبصره الذي يثبته أهل السنة والجماعة "ليس هو مجرد العلم بالمسموعات، والمرئيات"٧، وذلك "لأن الله فرق بين العلم، وبين السمع والبصر، وفرق بين السمع والبصر، وهو لا يفرق بين علم وعلم؛ لتنوع المعلومات؛ قال – تعالى-: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: ٢٠٠]، وفي موضع آخر: ﴿إنه هو السميع العليم﴾ [فصلت: ٣٦]، وقال: ﴿وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٢٧] ذكر سمعه لأقوالهم، وعلمه؛ ليتناول باطن أحوالهم، وقال لموسى، وهارون: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦]، وفي السنن عن النبي ﷺ أنه قرأ على المنبر: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن
_________
١ رواه ابن ماجه (١٨٨)، (١/٦٧) .
٢ مجموع الفتاوى (١٥/١٤) .
٣ انظر: المصدر السابق (١٣/١٣٣) .
٤ المصدر السابق.
٥ المصدر السابق (٦/٢٥٦) .
٦ المصدر السابق (١٦/٣١٢) .
٧ شرح الأصفهانية (ص: ٧١) .
1 / 51