45

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

الناشر

دار ابن الجوزي،الدمام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وفي الآية الثانية إثبات أنه – سبحانه – الرزاق، وأنه سبحانه – المتين. والرزاق في صفاته يشمل ما كان على يد رسول ﷺ من رزق القلوب بالعلم، والإيمان، ورزق الأبدان الذي لا تبعة فيه. ويتضمن أيضًا الرزق العام لكل أحد كما قال – تعالى –: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: ٦] ١. أما المتين فمعناه الشديد القوي فهو يفيد التناهي في القوة والقدرة. وقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، وقوله: ﴿إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: ٥٨]، في هاتين الآيتين إثبات صفتي السمع والبصر لله – تعالى-. "وقد دل الكتاب، والسنة واتفاق سلف الأمة، ودلائل العقل على أنه سميع بصير"٢، والسمع الذي أثبته الله – سبحانه، وتعالى – لنفسه في الكتاب، والسنة نوعان: النوع الأول: السمع العام، "ويراد به إدراك الصوت، ويراد به معرفة المعنى"٣، فسمع الله – تبارك، وتعالى – شامل لجميع الأصوات؛ "لأنه سميع لكل مسموع"٤، قالت عائشة ﵂: الحمد لله الذي وسع سمعه

١ انظر: التوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية للسعدي (ص: ١٣١ – ١٣٢) . ٢ الرد على المنطقيين (ص: ٤٦٥)، وانظر ذلك تفصيلًا في الأصفهانية (ص: ٧٣ – ٨٧) . ٣ مجموع الفتاوى (١/٢٠٨) . ٤ المصدر السابق (١٥/١٤) .

1 / 50