شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وفي الآية الثانية إثبات أنه – سبحانه – الرزاق، وأنه سبحانه – المتين.
والرزاق في صفاته يشمل ما كان على يد رسول ﷺ من رزق القلوب بالعلم، والإيمان، ورزق الأبدان الذي لا تبعة فيه. ويتضمن أيضًا الرزق العام لكل أحد كما قال – تعالى –: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: ٦] ١.
أما المتين فمعناه الشديد القوي فهو يفيد التناهي في القوة والقدرة.
وقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]،
وقوله: ﴿إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: ٥٨]،
في هاتين الآيتين إثبات صفتي السمع والبصر لله – تعالى-. "وقد دل الكتاب، والسنة واتفاق سلف الأمة، ودلائل العقل على أنه سميع بصير"٢، والسمع الذي أثبته الله – سبحانه، وتعالى – لنفسه في الكتاب، والسنة نوعان:
النوع الأول: السمع العام، "ويراد به إدراك الصوت، ويراد به معرفة المعنى"٣، فسمع الله – تبارك، وتعالى – شامل لجميع الأصوات؛ "لأنه سميع لكل مسموع"٤، قالت عائشة ﵂: الحمد لله الذي وسع سمعه
_________
١ انظر: التوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية للسعدي (ص: ١٣١ – ١٣٢) .
٢ الرد على المنطقيين (ص: ٤٦٥)، وانظر ذلك تفصيلًا في الأصفهانية (ص: ٧٣ – ٨٧) .
٣ مجموع الفتاوى (١/٢٠٨) .
٤ المصدر السابق (١٥/١٤) .
1 / 50