شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
"فبين أنه المنفرد بالتعليم، والهداية.... كما أنه المنفرد بالخلق والإحداث"١.
﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾،
في هذا إثبات سعة كرسيه – جل وعلا-، و"الكرسي ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع جمهور السلف"٢، و"قد نقل عن بعضهم: أن كرسيه علمه، وهو قول ضعيف، فإن علم الله وسع كل شيء كما قال: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر: ٧]، والله يعلم نفسه ويعلم ما كان، وما لم يكن، فلو قيل: وسع علمه السماوات والأرض لم يكن هذا المعنى مناسبًا، لا سيما وقد قال: ﴿وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [البقرة: ٢٥٥] أي: لا يثقله، ولا يكرثه، وهذا يناسب القدرة لا العلم. والآثار المأثورة تقتضي ذلك"٣. و"قد قال بعضهم: إن الكرسي هو العرش، لكن الأكثرون على أنهما شيئان"٤. فعن "ابن عباس – ﵄ – قال: إن الكرسي الذي وسع السماوات والأرض لموضع القدمين، ولا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه"٥.
وفيها "إثبات عظيم قدرة الرب – جل وعلا – حيث ذكر سعة كرسيه السماوات والأرض، وأنه – سبحانه – ﴿َلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [البقرة: ٢٥٥]، أي: لا يكرثه ولا يثقل عليه"٦كما تقدم، "وهذا النفي تضمن كمال
_________
١ الصفدية (٢/٦٥) .
٢ مجموع الفتاوى (٦/٥٨٤) .
٣ المصدر السابق.
٤ المصدر السابق (٦/٥٨٤ – ٥٨٥) .
٥ المصدر السابق (٥/٥٥) نقله – ﵀ – في الفتوى الحموية من كلام ابن زمنين في باب الإيمان بالكرسي.
٦ الجواب الصحيح (٣/٢١١)، وانظر: الصفدية (٢/٦٥) .
1 / 40