شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
جنس السنة، والنوم، لكون ذلك "مناقضًا لما علم من صفاته الكاملة"١.
﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾،
في هذا إثبات تمام ملكه – جل وعلا – لما في السماوات والأرض.
"فإنكاره، ونفيه أن يشفع أحد عنده إلا بإذنه يتضمن كمال ملكه لما في السماوات، وما في الأرض، وأنه ليس له شريك، فإن من شفع عنده غيره بغير إذنه، وقبل شفاعته كان مشاركًا له، إذ صارت شفاعته سببًا لتحريك المشفوع إليه، بخلاف من لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فإنه منفرد بالملك ليس له شريك بوجه من الوجوه"٢، وهذا "كمال الملك، والربوبية، وانفراده بذلك"٣.
﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء﴾،
في هذا أثبت سعة علمه – سبحانه –، ثم "بين أنهم لا يعلمون من علمه إلا ما علمهم إياه، كما قالت الملائكة: ﴿لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [البقرة: ٣٢]، فكان في هذا النفي إثبات أن عباده لا يعلمون إلا ما علمهم إياه"٤، "فهو العالم بالمعلومات، ولا يعلم أحد شيئًا إلا بتعليمه"٥،
_________
١ مجموع الفتاوى (١٦/٤٢٥) .
٢ الجواب الصحيح (٣/٢١٠) .
٣ مجموع الفتاوى (١٧/١٤٢) .
٤ المصدر السابق (١٧/١١٠) .
٥ الجواب الصحيح (٣/٢١٠) .
1 / 39