موسوعة الأخلاق - الخراز
الناشر
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
قال العلامة ابن عثيمين ﵀: "فهذا دليل على أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعًا وتكون تطبعًا، ولكن الطبع -بلا شك- أحسنُ من التطَبُّع؛ لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعيًا صار سجيَّة للإنسان وطبيعة له، لا يحتاج في ممارسته إلى تكلُّف، ولا يحتاج في استدعائه إلى عناء ومشقة، ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن حُرم -أي حُرم الخلق عن سبيل الطبع- فإنه يمكنه أن يناله عن سبيل التطبع، وذلك بالمرونة والممارسة" (١).
فالأخلاق منها ما هو موهوب، ومنها ما هو مكتسب، والموهوب من الله سبحانه.
ونحن لا نطيل في هذه المسألة، لأنَّها عطاء من الله سبحانه، وهي الخُلُق الموهوب، والتي لا دخل لنا في كسبها.
أما القسم الثاني فالدليل على ذلك من السنة النبوية في قول النبي ﷺ:
"العِلمُ بِالتَّعَلمِ، وَالحِلمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَن يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعطَهُ، وَمَن يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ" (٢).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لَيسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّديدُ الذِي يَملِكُ نَفسَهُ عِندَ الغَضَبِ" (٣).
_________
(١) "مكارم الأخلاق" (٢٧٢).
(٢) حسن. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الحلم" (٢)، والخطيب في "التاريخ" (٩/ ١٢٧)، وحسنه شيخنا الألباني في "الصحيحة" (٣٤٢).
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٢٣٦، ٥١٧)، والبخاري (١٠/ ٥١٨ - فتح)، ومسلم (٢٦٠٩).
1 / 48