موسوعة الأخلاق - الخراز
الناشر
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وعن أبي هريرة ﵁ أن رجلَا قال للنبى ﷺ: أوصِني. قال:" لا تَغضَب". فرددَ مرارًا قال: "لا تَغضَب" (١).
وهذا الغضب هو المذموم، فقول النبي ﷺ: "لا تغضب" أي عود نفسك الصبر، وكظم الغيظ، فإذا جاء ما يثير حفيظتك ويثير أعصابك، فلا بد من أن تهدأ وتتصبر، وكما قال: "الحلم بالتحلم" (٢).
والشاهد من كل هذا أن الطريق الثاني لتحصيل الأخلاق هو المكتسب بفعلنا وأخلاقنا الكريمة والمعروف (بالتطبع) الكسبي المعروف.
قال الشاعر منقر بن فروة:
ومَا المَرءُ إلا حيثُ يجعلُ نَفسَهُ ... ففى صَالحِ الأخلاقِ نَفسَكَ فَاجعَلِ
وقال أبو تمام:
فلم أَجدِ الأَخلاقَ إلا تَخَلْقًا ... ولم أَجِدِ الإفضَالَ إلا تَفَضُّلا
قال الماوردي ﵀: "اتباعُ الدِّين، والرجوع إلى الله ﷿ في نَدْبه وآدابه، فيقهَر نفسَه على مذموم خُلُقها، وينقلها عن لئيم طبعها، وإن كان نقلُ الطباع عَسِرًا، لكنْ بالرياضة والتدرج يسهل منها ما استصعَب وُيحَبّب منها ما أَتعب، وإن تقدم قولُ القائل: مَن رَبُّه خَلَقَه كيف يُخَلّي خُلقه! غير أنه إذا عانى تهذيبَ نفسه، تظاهر بالتخلُّق دون الخلُق، ثم بالعاده يصير كالخلُق" (٣).
_________
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٤٦٦)، والبخاري (٦١١٦ - فتح)، والترمذي (٢٠٢٠).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) "أدب الدنيا والدين" (٤٢٨).
1 / 49