موسوعة الأخلاق - الخراز
الناشر
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
طرق تحصيل الأخلاق الحسنة
تحصيل الأخلاق يكون بطريقين:
الطريق الأول:
طريقٌ موهوب، وهو عطاء من الله سبحانه، وهذا الخُلق الحسن ليس لنا سبب إليه إلا الهبة من الله سبحانه كما زكى الله سبحانه عيسى ﵇: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩)﴾ [مريم: ١٩]، وهذا يسمى الطبع الذي جُبِلَ الإنسان على التحلي به.
الطريق الثاني:
طريقٌ مكسوب، وهو من فعل الإنسان حسنه وقبيحه، وهذا يعرف أيضًا بالتطبع.
والدليل على أن الأخلاق تنقسم إلى هذين القسمين حديث أشجَّ عبد القيس (١) قال: قال النبي ﷺ: "إن فِيكَ لخلقينِ يُحِبُّهُمَا اللهُ" قُلتُ: وما هما يا رسول الله؟ قال: "الحِلمُ وَالحَيَاءُ".
قلت: قَديمًا كان أو حَديثًا؟ قال: "قديِمًا". قُلتُ: الحَمدُ للهِ الذي جَبَلَنِي على خُلقينِ أحبهما الله" (٢).
_________
(١) هو: المنذرُ بن عَائِذ بن المنذر بن الحارث العبديَ العَصْريَ، المعروف بالأشج، أشج عبد القيس. سيد قومه، وفد على النبي ﷺ فقال له الحديث، ولما أسلم رجع إلى البحرين مع قومه، ثم نزل البصرة بعد ذلك. ينظر ترجمته "طبقات ابن سعد" (٥/ ٥٥٧)، و"تهذيب التهذيب"، (١٠/ ٢٦٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" (٣/ ٨ و٥/ ٢٠٣)، و"أسد الغابة" (٥/ ٢٦٧).
(٢) صحيح. أخرجه أحمد، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٨٤)، وأبو يعلى (١٢/ ٢٤٢).
1 / 47