إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

ياسين الخليفة الطيب المحجوب ت. غير معلوم
76

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

الناشر

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

مكان النشر

الظهران

تصانيف

ثامنًا: اختياره ﷺ أن يمرض في دارها، ووفاته في بيتها، بين سحرها ونحرها، واجتماع ريقه وريقها في آخر ساعة له من الدنيا، ودفنه في بيتها، فعنها ﵂: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: "أَيْنَ أَنَا غَدًا؟، أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ " يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَة، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَة حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَة: فَمَاتَ فِي اليَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ، فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي (١) وَسَحْرِي (٢)، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي، ثُمَّ قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْطَانِيهِ، فَقَضِمْتُهُ (٣)، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِي» (٤). تاسعًا: لم يكن ينزل الوحي على رسول الله ﷺ وهو في لحاف امرأة من نسائه غيرها، فقد قال ﷺ: «لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَة، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا»، وفي رواية: «فَإِنَّ الوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ، إِلا

(١) النَّحْر: أَعلَى الصَّدْر. ينظر: الصحاح ٢/ ٨٢٤، ومشارق الأنوار ٢/ ٦، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٥/ ٢٧. (٢) السَّحْرُ: الرِّئَةُ وما تعلق بهَا، والمعنى: أنه مات وهو مستند إلى صدرها وما يحاذى سحرها منه. ينظر: غريب الحديث للخطابي ١/ ٣٩٨، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٣٤٦، والقاموس المحيط ص (٤٠٥). (٣) أَي: مَضَغَتْه بأَسنانها ولَيَّنَتْه. ينظر: مشارق الأنوار ٢/ ١٨٨، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٤/ ٧٨، ولسان العرب ١٢/ ٤٨٧ .. (٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب مرض النَّبِيّ ﷺ ووفاته ٦/ ١٣، رقم (٤٤٥١)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها٤/ ١٨٩٣، رقم (٢٤٤٣).

1 / 92