إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
عَائِشَة» (١).
عاشرًا: أنَّ جبريل أرسلَ لها السَّلامَ مع رسول الله ﷺ، فعنها ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ يومًا: «"يَا عَائِشَ (٢)، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ"، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لاَ أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ» (٣).
الحادي عشر: "أنها أول من بدأها النَّبِيّ ﷺ بالتخيير عند نزول آية التخيير وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا - وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (٤).
وقَرَنَ ذلك بموافقة أبويها فاختارت رسول الله ﷺ قبل أن تستشيرهما فاستن بها بقية أمهات المؤمنين ﵅، فعن عَائِشَة ﵂ قالت: «لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ، بَدَأَ بِي، فَقَالَ: "إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلا عَلَيْكِ أَنْ لا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي (٥) أَبَوَيْكِ"، قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ ﷿ قَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ
(١) سبق تخريجه. (٢) عَائِشَ: منادى مرخم ويجوز فتح الشين وضمها. ينظر: فتح الباري ٧/ ١٠٧. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب فضل عَائِشَة ﵂ ٥/ ٢٩، رقم (٣٧٦٨)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها ٤/ ١٨٩٦، رقم (٢٤٤٧). (٤) سورة الأحزاب، الآيتان:٢٨،٢٩. (٥) الاسْتِئْمَارُ: الْمُشَاورَة فِي فعل الشَّيْء أَو تَركه. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٦٦، ولسان العرب ٤/ ٣٠.
1 / 93