إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

ياسين الخليفة الطيب المحجوب ت. غير معلوم
75

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

الناشر

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

مكان النشر

الظهران

تصانيف

وأيضًا مما أُنزل بسببها وبركتها، آية التيمم التي كانت رحمة ورخصة للمؤمنين، فعنها ﵂: «أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلاَدَةً (١) فَهَلَكَتْ (٢)، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلاَةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيّ ﷺ شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ، إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجُعِلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةٌ» (٣). سابعًا: أن المَلَكُ جاء بصورتها إلى رسول الله ﷺ في سَرَقَةٍ من حرير، فعنها ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: «رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ يَجِيءُ بِكِ المَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ» (٤). وفي رواية: «أَنَّ جِبْرِيلَ، جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيّ ﷺ فَقَالَ: "هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"» (٥).

(١) القِلادَة: ما جُعل في العنق من الحلي. ينظر: الصحاح ٢/ ٥٢٧، ولسان العرب ٣/ ٣٦٦، والمعجم الوسيط ٢/ ٧٥٤. (٢) أي: ضاعت. ينظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين ٤/ ٢٥١. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب فضل عَائِشَة ﵂ ٥/ ٢٩، رقم (٣٧٧٣)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب التيمم ١/ ٢٧٩، رقم (٣٦٧). (٤) سبق تخريجه ص (١١). (٥) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ٣/ ٦٤٩ رقم (١٢٣٧)، والترمذي، أبواب المناقب، باب من فضل عَائِشَة ﵂ ٥/ ٧٠٤، رقم (٣٨٨٠)، والبزار في مسنده ١٨/ ٢٢٠ رقم (٢٢٦)، وابن الأعرابي في معجمه ٣/ ١٠٢٤ رقم (٢١٣٨)، وابن حبان في صحيحه ١٦/ ٦ رقم (٧٠٩٤)، والآجري في الشريعة ٥/ ٢٣٩٦ رقم (١٨٧٦)، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب"، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ٣/ ١٧٤٥ رقم (٦١٩١).

1 / 91