ملكٌ يطوّق بالإحسان وفد رجا ... وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضارِ وهذا بالحديد فما ... ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داعٍ لجود يدٍ بيضاء ما برحتْ ... تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا ... حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقدُ الله نورًا من سعادتِه ... فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورتْ آل ذبيانٍ حماهُ لما ... ذمُّوا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دَعْ حملًا ... يومَ الهباءة لم يقصدْ بدهياء
ولو رجا المشتري إدراكَ غايتِه ... لدافعته عصًا في كفِّ جوزاء
ما زال يرفع إسماعيلُ بيت علًى ... حتَّى استوتْ غايتا نسل وآباء
مصرّف الفكر في حبِّ العلومِ فما ... يشفى بسعدى ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرمًا ... كأنَّهنَّ نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلمِ كاتبةٌ ... إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عامٍ سحبُ راحته ... عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي إذا استكثرت عائلةً ... فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعرٍ فيه واتخذت ... عليَّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتِه ... أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّرُ اللفظ لكنْ غر أنعمهِ ... قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاةَ وقدمًا كنتُ آخذها ... يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي
شكرًا لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ ... لولاهُ لو يطو نظمي سمعةَ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ ... لجبرِ قلبي تلقاني بإصغاء
يا جابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ ... فبيتُ حاسدِها أولى بإقواء
مشتْ على مستحب الهمز مصميةً ... نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة ... كأنَّ في كل بيتِ وجهَ حوراء
وقال مؤيدية
الخفيف
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء ... لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
1 / 6