المتقارب
طربتُ بعهدِ الصبا بعد ما ... سقيتُ بنارِ الأسى والحرب
وحمَّر ذهني بياضُ المشيب ... فها أنا فيهِ الشفا والطرب
ولولا الهنَا بزمانِ الرَّئيس ... أمين العلا هدَّ حالِي العطب
ومقدمه من حمى المَرْجِ قد ... شفاني من هرجِ مرج الكرب
يُوَقِّرِني ودّه لا جفا ... ويرْوي الصدى بره لا نضَب
دعانِي شيخًا رضا سيِّدي ... فهذَّبني غيظه المقتضب
فأحسنَ لي في الوفا والجفا ... وشيَّخني في الرِّضا والغضب
ــ
الكامل
كم عاذلٍ يغري وواشٍ يتعب ... ومراقب بل خائف يترَقب
في كلِّ معنىً من صدودك مهلكٌ ... يحمى به من تبرِ خدِّك مطلب
أهواكَ مثلَ هوى ابن يعقوب الثنَا ... فكأنَّ مرهب كلّ عدلٍ مرغب
يا قادمًا والجود تلو ركابِه ... والعدل يعشب ما يشاء ويعجب
يا من حمدت من الكتابة إنَّني ... تملى مَعَاليها عليَّ وأكتب
لا زلْت ذا السِّرَّينِ في ألقابهِ ... هذا عطا يخفى وهذا منصب
ــ
الكامل
يا صاحبَ الحسن البديعِ تركْتني ... يعقوبَ جانسَ ضرّه أيُّوبا
شعري بحسنك لا يزالُ مشببًا ... يصف الأسى وبنارِه مشبوبا
لولا امْتداح محبِّ دينِ الله ما ... فارقت أغزال المديح وُثوبا
يا من أحبَّته العلى وأحبَّها ... أنت المحِبُّ أو المحَبُّ وجوبا
لك راحةٌ تعبَ الثراءُ بعتبها ... ما أكرم المتعوبَ والمعتُوبا
نَصبٌ خفضت العيش فيه فحبَّذا ... تصريفك المخفوضَ والمنصُوبا
عشْ للفضائلِ والهباتِ حبِيبها الطَّ ... اءِيّ أو طائيّها المحبوبا
ــ
الطويل
تخيلتُ في إنشاءِ لفظيَ نجعة ... فما نشأَت لي لمعةٌ بسحاب
وكم خلتُ في فنِّ الحساب إفادة ... فكانَ حسابُ الدهرِ غيرَ حسابي
إلى أن دعَا باب التقى رائد الرجا ... فكانَ النوالُ الغمرُ رَجْع جوابي
فيا لوزيرٍ عن تقاهُ وبرِّهِ ... رويتُ حديثَ المكرمات صَحابي
ويا لكريمٍ لستُ أحتاجُ عندَهُ ... إلى دفترٍ آتي به وكتاب
1 / 53