وكلّ غمام غير جودك مقلعٌ ... وكلّ وميض غير برقكَ خلّب
وقد يتجافى الغيثُ عن متطلّب ... وغيثك قيد الكفّ أو هوَ أقرب
وما سميَ الغيثُ الهتونُ سحابة ... سوَى أنهُ من خجلةٍ يتسحّب
نهضت بما لا تحسنُ السحبُ حملهُ ... وسدت على ما أسسَ الجدّ والأب
وسدت إلى أن سرّا سعدُ في الثرى ... بسؤدَدِكَ الوضاح بل سر يعرب
لك اللهُ ما أزكى وأشرفَ همةً ... وأوفقَ ما تأتي وما تتجنب
صرفت إليك القصد عن كلّ باذل ... وقلت امرؤ بالفضل أدرى وأدرب
فرقيتَ نظمي فوقَ ما كانَ ينبغي ... وبلغتَ ظني فوقَ ما كان يحسب
وصححت أخبارَ الندى فرويتها ... عوَاليَ تروى كلّ وقتٍ وتكتب
فإن علقت كفي بنعماك عروة ... فقد هانَ من عيشي بيمنك مصعب
بقيت لهذا الدّهر تحملُ صنعهُ ... وتغفرُ من زَلاّته حينَ يذنب
فلولاك ما فازت مدائح شاعر ... ولا أصبحت أوزانها تتسبب
وقال شمسية
الخفيف
ما لمنْ لامَ فيكمو من جواب ... غير دمع جفانهُ كالجوابي
يا نزولا على عقاب المصلي ... ما سمعنا بجنة في عقاب
أعجز الورق أن تعارَ دُموعي ... فاستعارت على الغصون انتحابي
أيها المستعيرُ دمعيَ مهلا ... إن دمعي كما علمتَ سكابي
حبذا منزلي على السفحِ قدْمًا ... وزماني وجيرتي وشبابي
حيث لا واشيًا سوى عبق الرّو ... ضِ ولا ساعيًا سوَى الأكواب
ذاك ربعٌ عفا على عَنت الده ... رِ وعيش مضى مع الأحباب
إن توارت شمس الضحى فلعمري ... ما توارت شمس العلا بالحجاب
أطلعَ اللهُ للفضائل شمسًا ... عوّض الناس عن ذهاب الشهاب
قالَ ديوانهُ مقالة صدق ... إنّ وَكرَ العقاب لابن العقاب
أيّ فرع نما فمدّ ظلاله ... سابغًا ذيلها على الطلاّب
وافر المكرماتِ منشرحُ اللف ... ظِ طويلُ الثنا مديدُ الثواب
1 / 39