أحسن بها رتبةً تكفلها ... من هوَ بعدَ البها بهِ أشبه
شهادة الفرضِ في سيادتِه ... تمَّتْ وزادَت شهادةُ الحسبه
هَنأت علياءَها ومثلكَ من ... به تهنى مطالعُ الهضبه
ومدحة أنت أنت أجدرُ من ... تحدِثُ للخيرِ فيها جَذبه
جاءتكَ معمول حسبة صنعت ... فيها المعاني حلاوة رطبه
يسأل ذاك الكتاب جائزةً ... فإنَّني فيه من ذوي الإرْبَه
عشقته مع خَفا كتابته ... فاقبل سؤالي وعدّها كتبه
وعش مبيحًا لكلِّ مطلب ... علمًا وجودًا جاآ على نسبه
لم يتقدَّم دهر الكرام على ... دهرك يا سيِّدي سوى حجبه
وقال تهنئة لعز الدين لقدومه من الحج
الطويل
قدمت قدوم الغيث والحيُّ مجذبٌ ... وعدت كعود البدر والأفق غيهب
وسرت بك الأوطان فالغصن شامخٌ ... دلالًا على الأنهار والروض معجب
وطابتْ بكَ الأرضُ الذي أنتَ حلَّها ... وكلُّ مكانٍ ينبتُ العزّ طيِّب
حلفتُ بأيامِ المشاعرِ من منى ... وما ضمَّ فيهنَّ الصفا والمحصب
لقد طاف بالأركانِ ركنُ سماحةٍ ... يُقام بها شرعُ السماح وينصب
فلله عينٌ من ثراك تكحَّلَتْ ... بمجتمع الميلين والرَّفد يدأب
ولما قضيتَ النسكَ عاودت طيبة ... وسعيك مبرورٌ وقصدُك منجبُ
فأقسم ما سرّ الحطيم ومكَّةٌ ... بأكثرَ ما سرّ البقيعُ ويثرب
تيممتَ منها روضةً نبوية ... جنيتَ بها زهرَ الرّضا وهو مخصب
وطابت نواحي العرب من بيت حمزة ... وبات الندى من كف حمزة يسكب
وعجت لأوطان الشآم فأشرقت ... كأنكَ ما بينَ المنازلِ كوكب
إذا زُرتَ أرضًا زالَ محلُ ديارِها ... وأخرجَ منها خائفًا يترقب
فرؤياكَ رؤيا للسماح صحيحة ... وبابك بابٌ للنجاحِ مجرَّب
لئن حذِرَ العافون في الدّهر مهلكا ... لقد طاب من نعماك للقومِ مطلب
فكلّ بنانٍ من نداك مفضّضٌ ... وكلّ زمانٍ من صفاك مذَهّب
1 / 38