وسما على السادات كلُّ سما ... بمآثرٍ ترْبو على الترْب
فَهْمًا وَرَأيًا قد سما وَحمى ... وكذا تكونُ مآثرُ الشهب
متحجبًا بضياءِ سؤدَدِه ... ولُهاهُ سافرةٌ بلا حجب
يختالُ بينَ سيادةٍ خفِضتْ ... حقًّا رؤسَ العُجم والعُربِ
ومَناسبٍ عُمرِيةٍ نصبت ... درجَ المفاخرِ أحسن النصب
ومهابةٍ سكنَ الزمانُ بها ... عن خائفيهِ وكانَ ذا شغب
ومكارمٍ من دونِ غايتها ... خفيت وما بلغت قوَى كعب
وفضائلٍ وأبيكَ ما ترَكت ... للرّوض غير موَارثِ الأَبّ
سكبَ الزمانُ بها غمائمهُ ... شهدًا فيا لحلاوةِ السّكب
بينَ اللطافةِ والجزالةِ قدْ ... فاضَ الزلالُ بها من الهضب
بينا ترَى كالقضبِ رائعةً ... حتى ترى كوشائعِ القضب
تهوي القلوبُ لدرِّ منطقها ... في الطرس نحوَ ملاقِطِ الحب
وتريكَ تأثيرَ الكواكبِ في ... يومِ الخطوبِ وليلةِ الخطْب
وأقامَ سهرانَ اليراعِ إذا ... ما نامَ جفنُ الصارم العضَب
ومجيب داعي الملك يومَ وغى ... بكتائبٍ يُنعَتنَ بالكتب
ولقد حكى كعبَ القناةِ لهُ ... قلمٌ فكانَ مُباركَ الكعب
جمُّ المغازي والصِّلاتِ فيا ... لحدائقٍ وضرَاغمٍ غُلْبِ
يروي حديثَ ثناهُ عن صِلةٍ ... ولرُبما يرويهِ عن حَرْبِ
فعلت على بعدٍ يَراعتُهُ ... فعل الظبا نشطت من القرْب
في مصر يذكر بالخصيب وفي ... أفقِ الشآمِ ببارقِ الخصب
من كف وضاحِ الجبين إذا ... لَحظَ الترابَ اهتزَّ بالعشب
وافى ويومُ الشآم ملتبسٌ ... وعقاربُ الظلماءِ في كثب
فمحا بصبحِ العدلِ من ظلمٍ ... وشفى بأيدي اللطف من كرب
ودعا السَّحابَ بيمنِ طلعتهِ ... ولو استغاث دعاهُ بالسّحب
يا آلَ فضلِ اللهِ مدحكمو ... إلفي القديمُ وشعبُكمْ شعبي
أنتم وقد شهرتْ مواهبكمْ ... مأوَى المدائحِ لا بنو وهب
1 / 34