وسلبت لبي والحشا وجبت ... فعييت بالإيجاب والسلب
وهويته بالحسنِ منتقبًا ... فلي الهنا بمواضعِ النقب
وسنان ينشدُ سحرُ مقلتهِ ... أجفانَ عاشقهِ ألا هُبّي
شقيَ العذولُ على محاسنهِ ... ونعمتُ في تعذيبهِ العذب
فعلَ العواذِل فيه ما اكْتسبت ... أيديهمو ولمهجتي كسبي
لا توجعوا بملامِكم كبدِي ... فملامكم ضربٌ من الضرْب
يا عاذلين تفرَّغوا ودعوا ... للعاشقين شواغِل الحبِّ
وذروا لقاءَ الموجعين فقدْ ... تعدي الصحاحَ مبارك الجرب
كيف اسْتماعِي من حديثكموا ... قشرًا وعند معذِّبي لبي
لم أنسَ إذ وافى يعاتبني ... أشهى معاتبةً لذي ذنب
ليت الذنوب أطلت شقتها ... كيما يطوّل شقة العتب
في ليلِ وصلٍ لا رقيب به ... إلا الحباب بأكوس الشرب
ومديرها قمرٌ منازِله ... في الطرفِ دائرةٌ وفي القلب
وبصحن ذاكَ الخدِّ من قبل ... نقلي ومن رشفاته شربي
دهرٌ تولى بالصّبى فرَطًا ... ومضى بمن يصبو ومن يصبي
لم أقض من إمهاله وطري ... وقضيت من إسراعه نحبي
ما أنصف الباكي شبيبتهُ ... بمدامع كهوامع السحب
ذابَ السوادُ منَ العيونِ بها ... فالدَّهرُ إثر الحمرِ والشهب
ولقدْ كوَى قلبي المشيبُ فما ... تهفو العوَائدُ بي إلى الحبّ
لا طبّ بعدَ وُقوعهِ لهوىً ... والكيّ آخر رتبة الطب
في مدحِ أحمد للفتى شُغُلٌ ... فاخلصْ لمدح عُلاه بالوثب
ولقد أغبّ المدحُ من قِصَرَ ... عنه ومن خَجَلٍ ومن رُعب
حتى دعاهُ حكمُ سيدهِ ... وهوَى اللقاءَ فزارَ عن غبّ
وأقامَ في أوقاتِ خدمتهِ ... فرضَ الثنا ودَعا إلى ندْب
لا تأسَ إن فَنيَ الكرامُ وإذ ... وُجد ابنُ يحياها فقل حسبي
ساد ابن يحي في الصّبا بِثنىً ... أسرى به شرقًا إلى غرْب
1 / 33