أقلامكمْ للملك حافظةٌ ... ونوالكمْ في المجدِ للنهب
كم سقتمو نجحًا إلى طلبٍ ... وبعثتموا نَصرًا إلى طَلْب
وصحبتمو ملكًا فما خدعت ... يمناهُ خدْعَ الآل بالصحب
إنْ يَنأَ عني بابُ أحمدِكمْ ... فالآن وافرَحاه بالقرب
مولايَ خذها نظم ذي لسن ... يومَ الثناءِ كلؤلؤٍ رَطب
حسناءَ تعرِفُ مَنْ تَسيرُ لهُ ... فتجدّ في سهلٍ وفي صعب
ألوَى بثعْلبَ نقدُ معرَبها ... وعَلتْ ذؤابتها على الضّبي
وقال في الشريف ابن أبي الركب
الكامل
شبّ الحشا قولُ الكواعب شابا ... وآهًا لهنّ كواعبًا وشبابا
ومضى الصبا ومن التصابي بعده ... صيرتُ للدمعِ الدماءَ خضابا
هيهات أقصرُ لهوَه وتوزّعت ... أوقاتُ من فقدَ الصبا وَتصابا
وغضضت جفني عن مغازلة الظبا ... ولقد أجرّ لبرْدِه أهدابا
ولقد أرودُ الحي خلت رِماحه ... دَوحًا وموقعَ نبلهِ أعشابا
فأدير إمّا بالمدام معَ الدُّمى ... أو بالدِّماء مع الكماة شرابا
أسدٌ تآلفني الظباءُ وتختشي ... من صارمي الصقر الغيور ذبابا
أيامَ في ظليْ صبا وصبابةٍ ... أحبى بألطاف المها وأحابى
من كل ناشرَةِ الوفا طائيَّةٍ ... قد ناسبت بنوَالها الأنسابا
غيدآء تسفرُ عن محاسنٍ دُميَةٍ ... حلت بصدغي شعرها محرابا
سلبت بمقلتها فؤادًا واجبًا ... حتى عرفت السلب والإيجابا
إن شئتُ من كاساتها أو ثغرِها ... أرشفتُ خمرا أو لثمت حبابا
أو شئت إن غابت يغيب رقيبها ... فذكرتُ موصول اللقا وَربابا
ولهجت بالأغزالِ أتبع زورها ... صدقًا بمدح ابن النبي منابا
وإذا الحسين سما له حسن الثنا ... فلقد أطالا مظهرًا وأطابا
أزكى الورى أصلا وأعلاهم يدًا ... فرعًا وأَكرَمهم جَنىً وجنابا
وأجلُّ أَحسابًا فكيف إذا جلت ... سُوَر الكتاب بمدحه أنسابا
1 / 35