وأيده في ذلك شفيتزر
A. Schweitzer . فقد احتفظ عيسى عن قصد بهذا السر وكشف عنه تدريجيا، ولم يدركه التلاميذ إلا بعد بعثه. ثم أثير سؤال؛ وما مصادر هذه الوحدات المستقلة الأولى؟ افترض فيس
Weiss
أنها ذكريات بطرس. وسرعان ما أدى هذا الافتراض البسيط إلى نظرية أعمق وأشمل وهي نظرية المصدر الشفاهي. إذ إن وراء هذه الوحدات المستقلة تراثا شفاهيا نبه عليه من قبل كروماخر، وجيزلر، وشليرماخر، وسابق على مرحلة التدوين.
ثم جاء جونكل
H. Gunkel
وصاغ نظرية المصدر الشفاهي وطبقها على «سفر التكوين» ليرصد هذه الوحدات المتفرقة، ويبين نشأتها وتطورها، ويقارنها بالآداب الشعبية في عصرها، ويضعها في إطار حياتها. فالأسفار الخمسة تشبه الأناجيل في نسبة الأولى إلى موسى والثانية إلى عيسى، ولكن الدراسات النقدية تؤكد أنها أخذت أشكالها الحالية على فترة طويلة، وأنها تشكلت طبقا لعديد من الوثائق المفقودة. وقبل نهاية القرن الماضي انتهى الباحثون إلى رصد هذه الوثائق والتعرف عليها وإن لم ينتهوا إلى الوقائع المروية ذاتها في الأسفار الخمسة. وفكروا في بعض الوسائل للذهاب إلى ما وراء النصوص المكتوبة، وكان في مقدمتهم جونكل. فقد بدأ بالتسليم بنقد المصادر ونتائجها، وهو أن سفر التكوين (وباقي الأسفار الخمسة) نشأت من مصادر سابقة عليه وهي: (Jahwist) J
من القرن التاسع قبل الميلاد، (Elohist) E
من النصف الأول من القرن الثامن، (Priestly Writer) P
بين 500-444ق.م.، وقد تم تجميعها كلها من قبل كاتب متأخر لتكون الكتب الحالية. كما تم توحيد
صفحة غير معروفة