ذيل نفحة الريحانة موافقا للمطبوع
محقق
أحمد عناية
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1426ه-2005م
مكان النشر
بيروت / لبنان
تصانيف
إنما لبست ثياب حداد
عفرت في التراب تحكي الحزينا
ودموع العيون ليست دموعا
من جفون يخالها الناظرونا
إنما هذه القلوب لقد ذابت
بنار الأسى تفيض عيونا
إن يكن قد قضى وفارق دارا
قد أباها من قبله الأكملونا
فلقد حل في جنان خلود
في جوار لأكرم الأكرمينا
وحباه بعفوه ثم حياه
برضوانه ففاز يقينا
ودواعي الرضا عليه من الله
تناديه مرحبا قد رضينا
وسمعنا هواتف الغيب تملي
خبرا مقلقا إليه صغينا
إن تاريخ موته قد فقدنا
أوحدا في زمانه وأمينا
ومن ذلك قول الفاضل البارع ، محمد صادق بن محمد ، الشهير بابن الخراط | + ( البسيط ) + |
هذا المصاب الذي كنا نحاذره
القلب من هوله شقت مرائره
بئس الصباح صباح البين لا طلعت
شموسه بل ولا لاحت بشائره
أبدى لنا جمل الأكدار مطلعه
فلا رعى الله ما أهدت بوادره
وليت لا كان دهر بالفراق قضى
ما بيننا ومضت فينا أوامره
يا طالما بت أخشى غدره وأرى الأيام
تشغلني عما أحاذره
وطالما بت في روض المنى زمنا
أجني الأماني وتجنى لي أزاهره
لا أختشي طارقا في الدهر يطرقني
ولا يرى القلب مني ما يكدره
لكنما قلم الأكدار خط على
لوح الوجود قضاء لست أنكره
وهذه الدار لا تبقي على أحد
وطارق الموت مغلوب مصادره
فلا تغرنك أيام بها وصلت
ولا يغرنك دهر بت تشكره
كم هدمت أربعا بالمجد عامرة
وبيت عز بها زاحت مآثره
والموت ما زال نقادا كما نقلوا
والعقد لا تجتنى إلا جواهره
فيا خليلي كونا مسعفين على
ندب الهمام الذي عزت نظائره
واستمطرا لي دمعا من جفونكما
فإن جفني جف اليوم ماطره
وحدثاني عما حل في خلدي
من لوعة بعضها ما كنت أحصره
إن الليالي خانتني على عجل
وقد رمتني ببين كنت أحذره
حتى فقدت الذي قد كان في أملي
أني أساهمه عمري وأشطره
الألمعي الأمين البحر طود علا
نظام عقد لآلي الفضل ناثره
العالم الجهبذ النحرير من بهرت
أوصافه الغر من وافى يناظره
فرد الزمان وحيد العصر عالمه
بحر الفضائل كنز العلم ناشره
|
صفحة ٢٢٤