ذيل الأمالي
الناشر
دار الكتب العلمية
سنة النشر
1398هـ 1978م
مكان النشر
بيروت
( إن كان ودي لأهل ودي
قصر من باعه الرحيب )
( وأنت منهم فكن قريبا
أو نائيا وافر النصيب )
( وأبل ما شئت صفو ودي
تجده في ثوبه القشيب )
( قال ) وحدثنا جحظة قال حدثنا ميمون بن هرون بن مخلد بن أبان قال كان عندنا بالبصرة رجل يتعب دوابه وغلمانه في قضاء حوائح الناس بغير مرزية فسألته عن ذلك فقال يا أبا عثمان سمعت تغريد الاطيار بالأسحار في أعالي الأشجار وتمتعت بمخزونة الدنان على سماع القيان فما طربت طربى على ثناء رجل أحسن إليه رجل ( قال ) وأنشدني جحظة قال أنشدني حماد لأبي نواس
( إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو في ثياب صديق )
فلما سمع هذا البيت أبو العتاهية قال لو نطقت الدنيا لما وصفت نفسها بفوق هذا الوصف ولما قال أبو نواس
( جريت مع الصبا طلق الجموح
وهان علي مأثور القبيح )
( وإني عالم أن سوف تنأى
مسافة بين جثماني وروحي )
قال أبو العتاهية لقد جمع في هذين البيتين خلاعة ومجونا واحسانا وعظة ( قال أبو علي ) حدثنا أحمد بن جعفر جحظة قال حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي قال حدثني أبي قال رأيت ثلاثة يذوبون إذا رأوا ثلاثة الهيثم بن عدي إذا رأى ابن الكلبي وعلوية إذا رأى مخارقا وأبا نواس إذا رأى أبا العتاهية ( قال أبو علي ) وحدثنا جحظة قال تحادثنا يوما في الطائي والبحتري أيهما أشعر فقال بعض من حضر مجلسنا هل يحسن الطائي أن يقول
( تسرع حتى قال من شهد الوغى
لقاء عدو أم لقاء حبيب )
فقلت من الطائي سرقه حيث يقول
صفحة ٩٥