الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
مكان النشر
اليمن
تصانيف
المطلب الثالث
صور ونماذج من فعل الصحابة ﵃ للصدقة الجارية
لما عرف الصحابة ﵃ ما يترتب على الصدقة الجارية، من الأجور العظيمة والفضائل الكثيرة أسرعوا إليها، فضربوا بذلك أروع الأمثلة، وأفضل النماذج والصور في تسابقهم لفعل الصدقات الجاريات، ووقف الممتلكات، من أفضل الأموال والمدخرات، نذكر شيئا من ذلك:
الصورة الأولى:
ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر ﵄، قال: أصاب عمر أرضا بخيبر، فأتى النبي ﷺ يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله، إني أصبت أرضا بخيبر، لم أصب مالا قط هو أنفس عندي منه، فما تأمرني به؟ قال: «إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها»، قال: فتصدق بها عمر، أنه لا يباع أصلها، ولا يبتاع، ولا يورث، ولا يوهب، قال: فتصدق عمر في الفقراء، وفي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، أو يطعم صديقا غير متمول فيه»، وفي لفظ: «غير متأثل مالا (^١)» (^٢).
_________
(^١) أصاب عمر أرضا: أي أخذها وصارت إليه بالقسم حين فتحت خيبر. يستأمره: أي يستشيره طالبا في ذلك أمره. أنفس عندي: أجود والنفيس الجيد - غير متأثل: غير جامع، وليها: قام بشأنها. بالمعروف: بحسب ما يحتمل إنتاج الوقف وحسب العرف الشائع. متمول: مدخر للمال. (تعليق البغا، على البخاري (٣/ ١٩٩).
(^٢) متفق عليه: أخرجه البخاري (٣/ ١٩٩) رقم (٢٧٣٧)، مسلم (٣/ ١٢٥٥) رقم (١٦٣٢).
1 / 66