الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
مكان النشر
اليمن
تصانيف
ملخص الرسالة
تشتمل هذه الرسالة على الآتي:
المقدمة - التمهيد - موضوع الرسالة، ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: الصدقة الجارية: وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: الأدلة الواردة في الصدقة الجارية عموما
المطلب الثاني: أنواع من الصدقة الجارية التي جاء ذكرها في الأحاديث
المطلب الثالث: صور ونماذج من فعل الصحابة ﵃ للصدقة الجارية
المطلب الرابع: بعض أحكام الوقف (الصدقة الجارية)
المبحث الثاني: العلم المُنتفع به: وفيه مطلبان:
المطلب الأول: الأدلة على تعليم العلم المنتفع به ونشره
المطلب الثاني: الأحاديث المتضمنة العلم المنتفع به
المبحث الثالث: الدعاء: وفيه مطلبان:
المطلب الأول: الأدلة على انتفاع الإنسان بعد الممات بالدعاء من الولد خاصة
المطلب الثاني: الأدلة على انتفاع الإنسان بعد الممات بالدعاء عموما، من جميع المسلمين
1 / 6
المبحث الرابع: موت المرابط في سبيل الله
المبحث الخامس: الأعمال الصالحة المتعلقة بذمة الإنسان عند موته
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ما يتعلق بحق من حقوق الله تعالى
المطلب الثاني: ما يتعلق بحق من حقوق المخلوقين
1 / 7
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
أما بعد:
فإن الله ﷾ أمر الناس جميعا بالإيمان به، والإيمان برسوله ﷺ، ووعد من استجاب لذلك بجنة عالية، ومن خالف وعصى بنار حامية، وجعل سبحانه دليل الاستجابة لأوامره، المبادرة بالعمل الصالح؛ ولذلك قرن الله تعالى الإيمان به في القرآن الكريم بالعمل الصالح الذي يحبه ويرضاه؛ وجعله سببًا من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴾ [الكهف: ١٠٧]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: ٨٢]، وغير ذلك من الآيات الدالات على العمل الصالح، وقد أخبر ربنا ﷾، وأكد في كتابه أنه لا يضيع ولا ينقص أجر عَمل عامل من عباده المؤمنين شيئا، سواء كان ذكرا أو انثى بل يضاعف له الأجر والثواب أضعافا كثيرة جدا، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ
1 / 8
أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ [الكهف: ٣٠] وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ [النساء: ١٢٤]، وقال سبحانه: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام: ١٦٠]، ولهذا كان العمل الصالح هو دأب عباد الله الصالحين وصفة المؤمنين، وقد وعد سبحانه من عمل الصالحات في هذه الحياة الدنيا بالحياة الطيبة والسعادة الدائمة والعيشة الهنيئة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧]، هذا هو الجزاء العاجل في الدنيا، وأما في الأخرة فالجزاء هو الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ويرتفع الدرجات العُلى فيها، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى* جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ [طه: ٧٥، ٧٦]. وكل أجور وثواب الأعمال الصالحة مهما عظمت وفضلت عند الله جل وعلا منقطع، نعم تنقطع أجور تلك الأعمال الصالحة بموت صاحبها كما بين ذلك النبي ﷺ بقوله: «إذا مات الإنسان انقطع عمله» (^١)، ولكن من رحمة الله ﷾ وفضله وإحسانه وكرمه على عباده، أن جعل لهم عددا من الأعمال الصالحة التي يجري للعبد أجرها ويستمر ثوابها له بعد موته، وهو في قبره بعد مئات السنين ولايزال الأجر يتجدد له والثواب يصله.
_________
(^١) سيأتي تخريجه
1 / 9
وقد رغب رسول الله ﷺ فيها، وحثنا على العمل بها؛ ولأهمية تلك الأعمال وفضلها وما يترتب عليها من الأجور الكبيرة والفضائل الكثيرة؛ ولما غفل بعض الناس عن فضلها وما فيها من الثواب، وتذكيرا لي ولإخواني المسلمين، قمت بجمع ما يسر الله لي بجمعه من الأدلة التي تدل على الأعمال والأقوال الصالحة التي ينتفع بها العبد المسلم في حياته وبعد موته، في هذه الرسالة المتواضعة وسميتها: (الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات)، فذكرت الأدلة الدالة على انتفاع الإنسان بهذه الأعمال، مع شيء من الشرح والتوضيح؛ لكي تتم الفائدة للقارئ الكريم ويحصل على المنفعة المرجوة، فإن أصبت فمن الله وحده لا شريك له، وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان، والله ورسوله بريئان من ذلك، فالله أسأل العفو والمغفرة عن كل خطأ وزلل، وتقصير في القول والعمل، كما أسأله بأسمائه وصفاته أن يجعل هذا العمل صالحا خالصا لوجهه الكريم متقبلا، وأن يجعله من العلم المنتفع به بعد موتي الى يوم الدين، ويجعل فيه الخير الكثير والنفع الكبير، لي ولجميع عباد الله المسلمين، أنه ولي ذلك والقادر عليه وهو على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين،،،
كتبه/
أبو الحمزة أحمد بن محمد بن حسين بن علي الحجاجي
٧ جماد الآخرة ١٤٤٢ هـ
1 / 10
تمهيد
جاء في القرآن الكريم عدد من الأدلة التي تدل على الأعمال الصالحة التي يجري ويستمر للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات، نذكر منها ما يلي:
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس: ١٢]، قال العلامة السعدي: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا﴾ من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، ﴿وَآثَارَهُمْ﴾، وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر" (^١) انتهى.
قال ابن عاشور: في تفسير قوله تعالى: ﴿ونكتب ما قدموا وآثارهم﴾: "فالمراد ب ﴿ما قدموا﴾ ما عملوا من الأعمال قبل الموت شبهت أعمالهم في الحياة الدنيا بأشياء يقدمونها إلى الدار الآخرة، كما يُقدم المسافر ثقله وأحماله، وأما الآثار فهي
_________
(^١) تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: ٦٩٣).
1 / 11
آثار الأعمال، وليست عين الأعمال بقرينة مقابلته ب ما قدموا مثل ما يتركون من خير أو شر بين الناس وفي النفوس، والمقصود بذلك ما عملوه موافقا للتكاليف الشرعية أو مخالفا لها وآثارهم كذلك … فالآثار مسببات أسباب عملوا بها" (^١).
قال القرطبي: " فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعد الإنسان من خير أو شر يجازى عليها …، كل سنة حسنة، أو سيئة يستن بها " (^٢).
قال ابن كثير: "وقوله تعالى: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا﴾ أي: من الأعمال نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وفي قوله: ﴿وَآثَارَهُمْ﴾ قولان:
أحدهما: آثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر …، والثاني: أن المراد بذلك آثار خطاهم إلى الطاعة أو المعصية.
وهذا القول لا تنافي بينه وبين الأول، بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بالطريق الأولى والأحرى، فإنه إذا كانت هذه الآثار تكتب، فلأن تكتب تلك التي فيها قدوة بهم من خير أو شر بطريق أولى (^٣) اهـ.
الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ [الانفطار: ٥]، قال صاحب اللباب: "المعنى: ما قدمت من عمل صالح، أو شيء، أو أخرت من سيئة أو حسنة، وقيل: ما قدمت من الصدقات وأخرت من التركات" (^٤).
_________
(^١) التحرير والتنوير (٢٢/ ٣٥٦).
(^٢) تفسير القرطبي (١٥/ ١٢)، تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (٤/ ٧).
(^٣) تفسير ابن كثير (٦/ ٥٦٥، ٥٦٦).
(^٤) اللباب في علوم الكتاب (٢٠/ ١٩٥).
1 / 12
الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ [القيامة: ١٣]، قال البغوي: "قال ابن مسعود، وابن عباس: بما قدم قبل الموت من عمل صالح وسيئ، وما أخر بعد موته من سنة حسنة، أو سيئة يعمل بها …، وقال زيد بن أسلم: بما قدم من أمواله لنفسه، وما أخر خلفه للورثة" (^١)، وقال السيوطي: "عن ابن مسعود: بما قدم من عمله، وما أخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شر (^٢)، وعن ابن عباس قال: بما عمل قبل موته، وما يسن فعمل به بعد موته" (^٣)، وعن أبي صالح قال: " قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها بعده، علما علمه أو صدقة أمر بها" (^٤).
_________
(^١) تفسير البغوي - إحياء التراث (٥/ ١٨٣) (٥/ ١٨٤).
(^٢) أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
(^٣) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
(^٤) الدر المنثور في التفسير بالمأثور (٨/ ٣٤٦). وأخرجه ابن المنذر.
1 / 13
المبحث الأول الصدقة الجارية
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: الأدلة الواردة في الصدقة الجارية عموما
المطلب الثاني: أنواع من الصدقة الجارية التي جاء ذكرها في الأحاديث
المطلب الثالث: صور ونماذج من فعل الصحابة ﵃ للصدقة الجارية
المطلب الرابع: بعض أحكام الوقف (الصدقة الجارية)
1 / 14
المبحث الأول الصدقة الجارية
نذكر في هذا المبحث بعضًا من الأدلة التي تدل على أن الصدقة الجارية من الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات
المطلب الأول
الأدلة الواردة في الصدقة الجارية عموما، مع ذكر بعض التوضيح عليها
الدليل الأول:
عن أبي هريرة ﵁، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم، قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (^١).
_________
(^١) أخرجه مسلم (كتاب الوصية) (باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته) (٣/ ١٢٥٥) رقم (١٦٣١)، أبو داود (٣/ ١١٧) رقم (٢٨٨٠)، النسائي (٦/ ١٦٢) رقم (٦٤٤٥) وأحمد (١٤/ ٤٣٨) رقم (٨٨٤٤)، وقال محقق مسند الأمام أحمد: وأخرجه الدارمي (٥٥٩)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٣٨)، والترمذي (١٣٧٦)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (٤٣٠)، وأبو يعلى (٦٤٥٧)، وابن خزيمة (٢٤٩٤)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢٤٦)، وابن حبان (٣٠١٦)، والطبراني في "الدعاء" (١٢٥١)، والبيهقي في "السنن" (٦/ ٢٧٨)، وفي "الشعب" (٣٤٤٧)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ١٩٠)، والبغوي (١٣٩)، والدولابي في "الكنى" (١/ ١٩٠)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢٤٧)، والطبراني في "الدعاء" (١٢٥٠) و(١٢٥٢) و(١٢٥٣) و(١٢٥٤) و(١٢٥٥)، والبيهقي (٦/ ٢٧٨)، وأخرجه الطبراني (١٢٥٦) وأخرجه ابن ماجه (٢٤٢)، وابن خزيمة (٢٤٩٠) …، هذا مختصر لتخريج هذا لحديث انظر: تخريج (مسند أحمد طبعة الرسالة (١٤/ ٤٣٨).
1 / 15
التوضيح:
قوله ﷺ: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: …،»
قال النووي رحمه الله تعالى: "قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة؛ لكونه كان سببها فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف، … وفيه دليل لصحة أصل الوقف وعظيم ثوابه، وبيان فضيلة العلم، والحث على الاستكثار منه، والترغيب في توريثه بالتعليم والتصنيف والإيضاح، وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع، وفيه أن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت، وكذلك الصدقة، وهما مجمع عليهما" (^١). اهـ
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: "هذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكده وعمله، كما جاء في الحديث: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من
_________
(^١) شرح النووي على مسلم (١١/ ٨٥).
1 / 16
كسبه» (^١)، والصدقة الجارية، كالوقف ونحوه، هي من آثار عمله ووقفه، وقد قال تعالى: ﴿إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم﴾ [يس: ١٢]، والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضا من سعيه وعمله" (^٢).
وعلى هذا فعلى الأنسان أن ينظر ما يقدم لنفسه في حياته وقبل موته مما ينتفع به بعد موته ويستمر له الأجر والثواب من تلك الأعمال الصالحة، فإن كان صاحب مال عمل لنفسه صدقات جاريات من ماله، قبل الفوات، وحلول السكرات، وذهاب المال في الترف والإسراف ومما لا فائدة منه، وإن كان صاحب علم استمر عليه وتزود منه، وعلمه للناس ونشره، وإن كان صاحب أولاد عمل على صلاحهم وهدايتهم، وعلمهم العلم الشرعي الذي ينفعهم الله به في الدنيا والأخرة ويكون سببا في صلاحهم، وقلما يخلو أحد من أن يكون له واحدة من إحدى الثلاث، وقد يجتمعن في شخص ما، وهذا من فضل الله تعالى، ولهذا فمن لم يكن عنده علم يعلمه الناس مما ينتفعون به، فقد يكون عنده مال يستطيع أن يجعل منه الصدقات الجاريات، فإن لم يكن له مال ولا علم، فقد يكون له أولاد
_________
(^١) أخرجه ابن ماجه عن عائشة (٢/ ٧٢٣) رقم (٢١٣٧) أحمد (٤٠/ ٣٤) رقم (٢٤٠٣٢)، وقال محقق المسند: حديث (حسن لغيره)، وقال الألباني: حديث (صحيح) المشكاة رقم (٢٧٧٠) التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (٦/ ٣١٣) رقم (٤٢٤٥).
(^٢) تفسير ابن كثير (٧/ ٤٦٥).
1 / 17
سواء ذكور أو إناث، فليعمل على ما يكون سببا في صلاحهم واستقامتهم لعل الله ينفعه بصلاحهم ودعائهم له في دنياه وأخراه، فهذه ثلاثة أمور جاءت في هذا الحديث مما ينتفع به الإنسان بعد موته.
فقوله ﷺ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ»: فقوله: «الإنسان» يشمل الذكر والأنثى، وليس مقصور على الذكور فقط بل يشمل الجميع.
أما الثلاثة الأمور المذكورة في هذا الحديث فقد شملت على أهم ما ينتفع به الإنسان من الأعمال الصالحات التي يبقى ويجري له أجرها وثوابها بعد الممات؛ وسوف نتناول في هذا المبحث الصدقة الجارية، أما العلم المنتفع به، والدعاء فسوف نتناول ذلك في المباحث التي بعد هذا.
فقوله ﷺ: «إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ»:
قال أكثر أهل العلم إن الصدقة الجارية: "هي الوقف وشبهه مما يدوم نفعه" كما مر معنا؛ ولذلك قال المناوي: "معنى «جارية» دائمة متصلة كالوقوف المرصدة فيدوم ثوابها مدة دوامها" (^١)، وعلى هذا فكل ما جعل الأنسان مما ينتفع به الناس بعد موته في الخير مما يستمر بقاؤه ويدوم نفعه لهم، فإن الأجر جار ومستمر لصاحبه بعد موته ما بقى ذلك الشيء وانتفع الناس ولو بشيء منه، سواء كان الانتفاع بالشيء ذاته وبعينه كمن بنى دارا لنشر العلم الشرعي أو للفقراء وعابري السبيل أو أوقف سيارة للدعوة أو جعل كتب نافعة في العلم الشرعي،
_________
(^١) فيض القدير (١/ ٤٣٨).
1 / 18
وغير ذلك مما يكون النفع بذات الشيء نفسه، أو يكون الانتفاع مما ينتج ويحصل منه كالمزرعة التي يحصل النفع من ثمرها، أو العقار الذي يحصل منه أموال من إيجارات وعوائد مالية فتصرف وتوزع في وجوه الخير والبر وهكذا.
واعلم أن الصدقة الجارية أو الوقف يكون في أبواب كثير جدا، ولذلك قال عبد الرحمن آل سعدي: " كوقف العقارات التي ينتفع بمغلها، أو الأواني التي ينتفع باستعمالها، أو الحيوانات التي ينتفع بركوبها ومنافعها، أو الكتب والمصاحف التي ينتفع باستعمالها والانتفاع بها، أو المساجد والمدارس والبيوت وغيرها التي ينتفع بها، فكلها أجرها جار على العبد ما دام ينتفع بشيء منها. وهذا من أعظم فضائل الوقف، وخصوصا الأوقاف التي فيها الإعانة على الأمور الدينية، كالعلم والجهاد، والتفرغ للعبادة، ونحو ذلك، ولهذا اشترط العلماء في الوقف: أن يكون مصرفه على وجهة بر وقربة" (^١).
قال العلامة ابن عثيمين عليه رحمة الله: "والمراد بالصدقة الجارية كل ما ينفع المحتاجين بعد موته نفعًا مستمرًا، فيدخل فيه الصدقات التي توزع على الفقراء، والمياه التي يشرب منها، وكتب العلم النافع التي تطبع، أو تشترى وتوزع على المحتاجين إليها، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى وينفع العباد " (^٢)، وقال أيضا:
_________
(^١) بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة/ المؤلف: أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى: ١٣٧٦ هـ) (ص: ١٠٢).
(^٢) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (١٧/ ٢٤٠).
1 / 19
"ومن الصدقات الجارية أن يطبع الإنسان كتبا نافعة للمسلمين يقرءون فيها وينتفعون بها سواء كانت من مؤلفين في عصره أو من مؤلفين سابقين المهم أن تكون كتبا نافعة ينتفع بها المسلمون من بعده، ومن الصدقات الجارية إصلاح الطرق فإن الإنسان إذا أصلح الطرق وأزال عنها الأذى واستمر الناس ينتفعون بهذا فإن ذلك من الصدقات الجارية، والقاعدة في الصدقة الجارية كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته" (^١).
قد يقول قائل لا تكون الصدقة الجارية إلا ببناء دار أو مسجد أو مزرعة أو شراء سيارة أو غير ذلك مما تكون كلفته كبيرة؛ نقول ليس كذلك؛ وإنما من كان لديه القدرة من المال على أن يقوم بهذا الفعل أو أكثر منه، كمن يبني عددا من المساجد أو دور العلم أو حفر آبار، فيُنوّع صدقاته الجارية في مجالات مختلفة وينفرد بتكاليف تلك الأعمال بنفسه فله أن يفعل، ومن لم يستطع وليس لديه مال كاف لفعل مثل تلك الأعمال فليكن مشارك مع غيره بحسب حاله وقدرته في فعل صدقة من الصدقات الجارية التي يستمر نفعها بعد موته، ولا يعدم لمن بحث عن ذلك وما أكثر ما يحصل من هذا فيكون العمل الخيري الواحد على حساب عدد من فاعلين الخير اشتركوا فيه، فإن لم يتيسر له المشاركة فلينظر ما يناسب حالته وقدرته مما يقل تكلفته ويعظم نفعه للناس وسيجد عند ذلك أمورا كثيرة يستطيع أن يجعل لنفسه صدقة جارية تنفعه ولو لم يكن إلا مصحفا أو كتابا نافعا أو غير
_________
(^١) شرح رياض الصالحين (٥/ ٤٣٨).
1 / 20
ذلك مما يدوم ويستمر نفعه، ولما للصدقة الجارية من عظيم الأجر والثواب فقد بادر الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من المسلمين على مر العصور بفعل الصدقات الجاريات من أنفس أموالهم وأفضل ما لديهم من الممتلكات، راجين ثواب ذلك عند الله تعالى، والمال النافع الحقيقي للإنسان هو ما قدمه في حياته وانفقه في وجوه الخير والبر والإحسان سواء كان صدقة جارية أو غيرها؛ ولهذا قال الرسول ﷺ: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: «فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر» (^١)، فقوله: «ما قدم» أي ما صرفه في حياته في مصارف الخير والطاعة، هذا هو ماله الحقيقي الذي ينتفع به، وقوله: «ما أخر» ما ادخره وأخر إنفاقه حتى ادركه الموت وتركه لوارثه، ولا يدري الإنسان كيف سيكون حال ورثته من بعده أصالحين أم طالحين، وبيّن النبي ﷺ كذلك ما يكون للإنسان من ماله الذي جمعه وحافظ عليه طوال عمره، وربما أصابه ما أصابه من العناء والشقاء والكد والكَبَد حتى حصل عليه وجمعه، ثم بعد ذلك نمَّاه وكثَّره، ومع هذا كله تأمل في قول الرسول ﷺ حيث قال: «يقول العبد: مالي، مالي، وإنما له من ماله ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى (^٢)، وما سواه فهو ذاهب وتاركه للناس» (^٣)،
_________
(^١) أخرجه البخاري (٨/ ٩٣) رقم (٦٤٤٢).
(^٢) فاقتنى: ادخر لآخرته أي ادخر ثوابه. [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
(^٣) أخرجه مسلم عن أبي هريرة (٤/ ٢٢٧٣) رقم (٢٩٥٩)، ابن حبان - مخرجا (٨/ ١٢١) رقم (٣٣٢٨).
1 / 21
فانظر الى ما معك أيه العبد المسلم من مالك الذي جمعته إلا هؤلاء الثلاث، ولم ينفعك عند الله تعالى في أخرتك إلا واحدة من الثلاث وهي الصدقة، فهي التي تبقى من مالك كله الذي جمعته طول حياتك بأصعب المشاق، وطول السباق، فلذلك لا يبخل الإنسان على نفسه من الإنفاق في وجوه الخير بفعل الصدقات الجاريات، فهذا هو ماله الحقيقي الذي ينتفع به في حياته وبعد موته.
فضل الصدقة:
ولما كان للصدقة عموما من فضل كبير ومرتبة عالية في الإسلام، فقد جاء في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ من الآيات والأحاديث التي يطول ذكرها التي تدل على فضلها، وعلى ما وعد الله به من العوض والبركة والخير الكثير المتنوع في الدنيا، مع ما يدخره الله تعالى للمتصدق والمنفق من الأجر الكبير والثواب الجزيل في الأخرة، نذكر شيئا من ذلك:
قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: ٣٩].
قال ابن كثير: "أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب" (^١)، وقال السعدي في تفسيره لهذه الآية: "نفقة واجبة، أو مستحبة، على قريب، أو جار، أو مسكين، أو
_________
(^١) تفسير ابن كثير (٦/ ٥٢٣).
1 / 22
يتيم، أو غير ذلك، ﴿فَهُوَ﴾ تعالى ﴿يُخْلِفُهُ﴾ فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق، بل وعد بالخَلَف للمنفق، الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ﴿وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ فاطلبوا الرزق منه، واسعوا في الأسباب التي أمركم بها" (^١)، وقال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٢٦١، ٢٦٢]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ٢٧٤]، وقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٤٥]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [البقرة: ٢٦٧].
قال ابن عباس: "أمرهم بالإنفاق من أطيب المال وأجوده وأنفسه، ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيه - وهو خبيثه - فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ولهذا قال: ﴿ولا تيمموا﴾ أي: تقصدوا ﴿الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه﴾ أي: لو أعطيتموه ما أخذتموه، إلا أن تتغاضوا فيه، فالله أغنى عنه منكم، فلا تجعلوا لله ما
_________
(^١) تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: ٦٨١).
1 / 23
تكرهون". وقيل: معناه: ﴿ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون﴾ أي: لا تعدلوا عن المال الحلال، وتقصدوا إلى الحرام، فتجعلوا نفقتكم منه" (^١)، أكتفي بذكر هذه الآيات.
أما الأحاديث: فعن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه، (^٢) حتى تكون مثل الجبل» (^٣)، وعنه أيضا، قال: قال رسول ﷺ: «ما تصدق عبد بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا، ولا يصعد إلى السماء إلا طيب إلا كأنما يضعها في يد الرحمن، فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه وفصيله، حتى إن اللقمة أو التمرة لتأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم» (^٤)، وعن أبي مسعود الأنصاري ﵁، قال: جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ: «لك بها يوم القيامة سبع
_________
(^١) تفسير ابن كثير (١/ ٦٩٧).
(^٢) بعدل: بوزن أو بقيمة. طيب: حلال، يربيها: ينميها ويضاعف أجرها. لصاحبها: الذي أنفقها. فلوه: مهره وهو الصغير من الخيل. مثل الجبل: يصبح ثوابها كثواب من تصدق بمقدار الجبل من المال. [تعليق مصطفى البغا] على البخاري (٢/ ١٠٨) رقم (١٤١٠).
(^٣) متفق عليه: البخاري (٢/ ١٠٨) رقم (١٤١٠)، مسلم (٢/ ٧٠٢) رقم (١٠١٤).
(^٤) أخرجه ابن حبان (١/ ٥٠٤) رقم (٢٧٠) قال الألباني: حديث (صحيح) التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (١/ ٣٢٥) رقم (٢٧٠).
1 / 24
مائة ناقة كلها مخطومة» (^١)، وقال ﷺ: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ....، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» (^٢)، وقال ﷺ: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (^٣)، وقال ﷺ: «قال الله ﵎: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك» (^٤)، وقال ﷺ: «ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا (^٥)» (^٦)، ودخل النبي ﷺ، على بلال وعنده صبر من المال، فقال: «أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا (^٧)» (^٨)، وعن معاذ بن جبل أن النبي ﷺ
_________
(^١) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٠٥) رقم (١٨٩٢).
(^٢) أخرجه البخاري عن أبي هريرة (٢/ ١١١) رقم (١٤٢٣).
(^٣) أخرجه مسلم عن أبي هريرة (٤/ ٢٠٠١) رقم (٢٥٨٨).
(^٤) متفق عليه: أخرجه البخاري عن أبي هريرة (٦/ ٧٣) رقم (٤٦٨٤)، مسلم (٢/ ٦٩٠) رقم (٩٩٣) واللفظ له.
(^٥) خلفا: عوضا عما أنفقه. ممسكا: عن الإنفاق. تلفا: أتلف ما لديه. [تعليق البغا] على البخاري (٢/ ١١٥).
(^٦) متفق عليه: أخرجه البخاري عن أبي هريرة (٢/ ١١٥) رقم (١٤٤٢)، مسلم (٢/ ٧٠٠) رقم (١٠١٠).
(^٧) إقلالا: معناه أي فقرًا أو إعدامًا. [مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٦/ ٣١٧)].
(^٨) أخرجه البزار (٤/ ٢٠٤) رقم (١٣٦٦)، واللفظ له، والطبراني: المعجم الأوسط (٣/ ٨٦) رقم (٢٥٧٢) إلا أنه قال: (عنده صبرا)، قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح الجامع (١/ ٣١٦) رقم (١٥١٢)، السلسلة الصحيحة (٦/ ٣٤٧) رقم (٢٦٦١).
1 / 25