نقول انتصارا للحق وإفادة لمريدي التحصيل:قد قسم العلماء الفلسفة إلى أقسام ،منها ما يخص العبادات فسموه بالفلسفة الإلهية ، ومنها ما يخص إدارة الأحكام فسموه بالفلسفة السياسية ، وما يخص الأعمال البشرية من صناعة وزراعة وتجارة وما أشبهها فسموه بالفلسفة المدنيه ، وما يخص النفس من حيث التهذيب فسموه بفلسفة الأخلاق ، وقسمها الإمام الجيطالي (1) -رضي الله عنه- في ( القناطر ) على طريقة من جعل المنطق من فنونها لا من مباديها إلى أربعة أقسام أيضا حسب ما جرى عليه الأولون، وهي إما أن يكون البحث عن الخطوط والسطوح والأشكال بأنواعها ،عمليا وتعليما فهو الهندسه، وإما البحث عن وجه الدليل وشروطه ووجوه الحد وشروطه فهو المنطق ،قال- رحمه الله- (وصناعة المنطق تعطى بالجملة القوانين التي من شأنها أن تقوم العقل، وتسدد الإنسان نحو الصواب والحق في كل ما يمكن الغلط فيه من جميع المعقولات وذلك إن في المعقولات أشياء لا يغلط العقل فيها أصلا، وهي التي يحتاج الإنسان في إدراكها إلى تفكير وقياس واستدلال، وفي هذه يضطر الذي يلتمس الوقوف على الحق اليقين في مطلوباته كلها إلى قوانين ( المنطق ) ا هت
أما البحث عن صفات الباري عز وعلا وكمالاته فهو الإلهيات وأما البحث عن صفات الأجسام وخواصها، وتراكيبها وكيفية استحالتها وتغيرها وتحليلها فهو علم الطبيعيات(2).اهت
(1)نسبة إلى جيطال قرية من قرى الجبل بطرابلس الغرب ، وهو المحقق الجليل الآخذ من كل فن القدح المعلى، الفيلسوف الماهر صاحب التصانيف المفيدة والتحقيقات المنيفة الدالة على براعته وتضلعه الشيخ اسماعيل بن موسى الجيطالي رحمه الله .
صفحة ١٦