خراسان، فوضعوا عليهم العمد حتى ماتوا، وأمر بالغمر فضربت عنقه صبرًا.
وكان ابن حزم أميرًا على المدينة، فتحامل على الأحوص الشاعر تحاملًا شديدًا، فشخص إلى الوليد بن عبد الملك، فأنشده قصيدة يمتدحه فيها، فلما بلغ إلى قوله كالذي يشتكي ابن حزم وظلمه:
لا ترثين لحزمي ظفرت به ... يومًا ولو ألقي الحزمي في النار
الناخسين لمروان بذي خشب ... والداخلين على عثمان في الدار
فقال له الوليد:
صدقت والله، لقد غفلنا عن حزم وآل حزم، ثم كتب عهدًا لعثمان بن حيان المري على المدينة، وعزل ابن حزم، وأمر باستئصال أموالهم، وإسقاطهم جميعًا من الديوان.
ولما وثب إبراهيم بن المهدي على المأمون اقترض من التجار مالًا كثيرًا، فكان فيه لعبد الملك الزيات عشرة آلاف دينار، فلما لم يتم أمره لوى التجار أموالهم، فصنع محمد بن عبد الملك قصيدة يخاطب فيها المأمون، منها قوله:
تذكر أمير المؤمنين قيامه ... بأيمانه في الهزل منه وفي الجد
إذا هز أعواد المنابر باسته ... تغنى بليلى أو بمية أو هند
ووالله ما من توبة نزعت به ... إليك، ولا ميل إليك، ولا ود
وكيف بمن قد بايع الناس، والتقت ... ببيعته الركبان غورًا إلى نجد!؟
ومن صك تسليم الخلافة سمعه ... ينادي بها بين السماطين عن بعد
وأي امرئ سمى بها قط نفسه ... ففارقها حتى يغيب في اللحد؟
وعرضها على إبراهيم وهو حينئذ خامل الذكر لم يتعلق بعد بالخدمة تعلقًا ينفع فسأله إبراهيم كتمانها، واستحلفه على ذلك، وأدى مال أبيه دون سائر التجار، ومثل ذلك كثير لو تقصي لطال به الكتاب.
1 / 64