شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
أبشر قد استجاب اللَّه دعوتك، وهدى أمَّ أبي هريرة، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال خيرًا، قال: قلت يا رسول اللَّه! ادعُ اللَّه أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال: فقال رسول اللَّه ﷺ: «اللَّهم حبب عُبيدك هذا وأمَّه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين»، فما خُلِقَ مُؤمِنٌ يسمع بي ولا يراني إلا أحبني (١).
جـ - دعاؤه ﷺ لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي ﷺ أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار، فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه (٢)، وفي مسند الإمام أحمد أنه قال له: «اللَّهم بارك له في صفقة يمينه»، فكان يقف في الكوفة، ويربح أربعين ألفًا قبل أن يرجع إلى أهله (٣).
د- دعاؤه ﷺ على بعض أعدائه فلم تتخلف الإجابة، ومن ذلك أن المشركين آذوا رسول اللَّه ﷺ في مكة، وأمر أبو جهل بعض القوم أن يضع سلا الجزور بين كتفي النبي ﷺ وهو ساجد، ففعل ذلك عقبة بن أبي معيط، فلما قضى النبي ﷺ صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم: «اللَّهم عليك بقريش» ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته
_________
(١) مسلم، ٤/ ١٩٣٩، برقم ٢٤٩١.
(٢) البخاري مع الفتح، ٦/ ٦٣٢، برقم ٣٦٤٢.
(٣) مسند أحمد، ٤/ ٣٧٦، برقم ١٩٣٦٢.
1 / 80